الجمعة، 7 أغسطس 2009

إلى والي النيل الأبيض وكل الولاة

في رسالة الاخ الجنيد التي نشرناها في استفهامات الخميس 24/3/2005م والتي تتحدث عن رسوم الماء بولاية النيل الابيض وخصوصا وحدة الشيخ الصديق والتي تفرض حتى على ما تنشله النساء من العد وتحمله في صفائح على رؤوسهن، نريد ان نقف عدة وقفات.
يشهد لي الكثيرون دفاعي عن هيئة المياه في ولاية الجزيرة، لما تقدمه من خدمات مياه، حيث تتوفر الماء في بعض المناطق «24» ساعة مقابل مبلغ «9» آلاف جنيه. والتي يقل فيها امداد المياه عن «18» ساعة برسم قدره «7» آلاف في الشهر. وقلت هذا مبلغ مقبول مع هذه الخدمات ويستاهلوا.
وفي رسالة الاخ الجنيد الباكية يكاد الانسان يموت حزنا على هذه الشرائح الضعيفة التي لم تستطع ان تهاجر من هذه المناطق الطاردة، في وقت هاجر فيه كل من يستطيع الهجرة.. وعلاوة على ضعفها لا تقدم لها هيئة توفير المياه خدمة تذكر، ماء من عد أو أية بئر سطحي تنشله النساء بالدلو ويحملنه على رؤوسهن فلماذا الرسوم؟
مسألة الرسوم هذه تحتاج الى وقفات، كنا نبكي في هذه الزاوية من رسوم الطرق ورسوم المرور ورسوم كثيرة ودرس العصر والضرائب والجمارك. ولكن غيرنا لا يعرف هذه الاشياء وعندما لم يجدوا عنده ما يتحرك من سيارات فرضوا عليهم رسوما على ماء العد والبئر. والله يستر ما يفرضوا رسوما على الهواء.
عندما «فكت» الدولة كثيرا من وحداتها الحكومية عكس الهواء كما يقولون، التفتت هذه الوحدات وقالت للمواطنين: اصبروا بنجمكم. وفي رواية اخرى بنجضكم. هؤلاء الموظفون يريدون عربات وتسييرها ومرتبات ومكاتب ومكيفات وفواتير موبايل وحوافز (بالمناسبة هذه الكلمة تحتاج تعريفا جديدا. والذي اعرفه من معانيها القديمة ان من يبدع ويأتي بشيء خارق للعادة يُحفز. ولكن كلمة حافز في الخدمة المدنية صارت اقرب الى رقعة الراتب اي ان الراتب كان لا يكفي ويرقع بهذه الإضافة من دم المواطنين).
وبيت القصيد في هذه الرسالة الباكية إجازة مجلس تشريعي الولاية، والذي على رأسه دكتور لا ادري أطبيب هو أم PH.D. كيف أجاز هذه الأوامر الجبائية بدون تفاصيل؟ وهل تابع ما سببته هذه الاجازة لقانون المياه من ضرر على رعاياه، وهؤلاء الاعضاء - اعضاء المجلس التشريعي - لأنهم اختيروا بالطريقة إياها، فهم للسلطة اقرب منها لرعاياهم. ولو كان هناك تنافس على الصناديق حقيقي لما انحازوا لثلة من الموظفين على حساب المواطنين.
الأخ الوالي وكل الولاة - وفيما علمت انك قاضٍ ،احكم في هذه القضية - وهي واجبك الذي يسألك عنه الله قبل عمر البشير؟ هنا بقرة عثرت بالعراق بل هنا إنسان يظلم انسانا وفي الماء.
هؤلاء الموظفون أليست لهم كبد؟ ألا تلين قلوبهم لرؤية هذه الماكينات البشرية؟ أبعد هذه المناظر يريدون أن يكيفوا مكاتبهم على حساب هذا الجهد العضلي المضني؟ ألا يستحون ؟!!
لماذا نرمي شارون دائما بالغلظة والفظاظة؟!!!
31/3/2005

ليست هناك تعليقات: