الجمعة، 7 أغسطس 2009

حدث في المحيريبا

أولاً المحيريبا ليست في قاموس الكمبيوتر وفور انتهائنا من كتابتها وضع خطاً أحمر تحتها وهذا عيب نسجله على برنامج الاوفس 2007 م.ولكن في البرنامج متسع لإضافتها إلى القاموس.
ونقول إن كانت خارج قاموس (الورد) ولكنها عمود من أعمدة هيئة التعليم التقني التابعة لوزارة التعليم العالي وأهّلها لذلك هذه الكلية الرائعة ( كلية المحيريبا التقنية) وطوال مروري بطريق الخرطوم مدني عند أبوعشر أجد قوساً كبيراً يعبر الطريق مكتوب عليه (كلية المحيريبا) التقنية 24 كلم وأقول في سري أي تقانة هذه التي في هذا الريف القصي.
ولكن بدعوة من البروف عثمان البدري لحضور تخريج أول دفعة في يوم 23 /5/2007 م وبعد وصولنا إلى الكلية لفت نظري سعة المساحة المقامة عليها 27 فدان ومن أرادها بالمتر المربع عليه أن يضرب في 4200 متر ليس كبر المساحة هو اللافت للنظر بل تنسيقها وحدائقها ونوافيرها شيء يفتح النفس ونقلة للريف.
كان حضور الحفل كبير جداً ومرتب لدرجة كبيرة قلت في نفسي:كثرة الحاضرين مردها إلى أن المدارس في إجازة والزراعة هذا ليس وقتها والناس فاضية. ولكن جاتني إجابة أخرى بأن خير هذه الكلية دخل كل بيت فالأطفال وجدوا نصيبهم في دورات الكمبيوتر والنساء والكبار وصغار لحق كل منهم خير من هذه الكلية. نعم عدد خريجي الدفعة ليس كبيراً ولا تخصصاتهم ترضي الطموح ولكن على الدرب طلاب درسوا في ورش حديثة وسيجدون مكانهم في سوق العمل المتعطش لعمال مهرة وفنيين يعملون بعلم فقد شبعت اسواقنا من (الجربندية).
فقرات الحفل كانت كلمات سياسيين وشعبيين وتنفيذيين. ولكن الرابط بينها أنه كلما ذكر اسم عميد هذه الكلية الدكتور صلاح الخليفة إلا وعلت الأصوات والتكبير مثبتين له فضلاً أجمعوا عليه وزادني من الشعر بيتاً - كما يقولون - الأستاذ عبد الرحمن عامر أن كل ما قيل في حق هذا العميد قليل عليه وهو فوق كل ما قالوا. تقبل الله منك الدكتور صلاح الخليفة.
لا أخفي عليكم ان مثل هذا الثناء على هذا الرجل يخيفني على مستقبل الكلية هل ستمضي كما ينبغي إن هو غادرها الى مكان آخر.
واروع ما سمعت من الكلمات اعتراف الأخ وزير الدولة بالتعليم العالي د.مبارك المجذوب بأن الاهتمام بالتعليم التقني جاء متأخراً ولو استقبلوا من أمرهم استدبروا لبدءوا بالتعليم التقني قبل انتشار الجامعات. اعترف جاء متأخرا ولكنه جاء.
وفي رحلة عودتي مع عميدين من عمداء الكليات التقنية الجريف شرق ونيالا وكلاهما عراقي اطمأننت على أن التعليم التقني سيكون له شأن وسيسد نقصاً (ليس نقصاً ولكنه فراغ).
غير أن مستقبل التعليم التقني مربوط بهذه الكارثة التي اسمها الدبلومات ما لم تتوقف الجامعات عن هذه الدبلومات النظرية لن يقف التعليم التقني على رجليه.ونقول للجامعات كفى رضاعة من هذا الثدي، فلبنه حامض.
لا أجد إلا أن أبارك للمحيريبا كليتها التقنية
30/5/2007 م

ليست هناك تعليقات: