الجمعة، 7 أغسطس 2009

حتى دافع (وراق) عن المساجد

* يقال إن احد الشايقية الختمية بعد انقلاب مايو ضاق صدره لما يجري أمامه ورأى ذلك من علامات الساعة: فصاح: (يا ربي قيامتك منتظر بيها شنو سيدي علي مات والبلد حكموا الدناقلة).
فان كانت تلك علامات الساعة عند الشايقي فعلامات ساعة جديدة بدأت تطل برأسها. الحاج وراق -الحاج هنا اسم وليس صفة- كاتب عمود (مسارب الضي) بهذه الصحيفة رجل مهذب وذو صراع فكري مع الاسلاميين مشهور حتى جعله عنواناً لكتاب، وكان معروفاً بيساريته وشيوعيته وحقيته (من حق). خرج علينا يوم 23/7/2005.. تحت عنوان (قرار فاجر). وقبل ان تأتي الجمعة القادمة التي طلب فيها وراق من المصلين أن يدعوا على الحكام بأن يرحم من يرحم عباده ويضيق الله على من ضيق على عباده في صحة ابدانهم وفي قبورهم وموازين اعمالهم ونزع سلطانهم نزع عزيز مقتدر. ونزع سلطانهم هذا غاية أمنيات الحاج وراق. قبل هذا دعونا نقف معه وعليه من متن ما كتب في حواشٍ.
تحدث عن خلل الصرف الحكومي وأولوياته ونحن في هذا معه في كثير مما كتب ونختلف معه في عدم مواكبة بعض الامور. المستشفيات لا تشكو قلة الدواء، ولا المعلمون يشكون تأخر رواتبهم ولا هى قليلة كما كانت.
لو خلا هذا المقال من بعض إفرازات هامش الحرية الذي بدأ واسعاً لقلنا ان كاتبه إمام مسجد تحرقه الجمرة الخبيثة، ولكن الحاج مستغلاً رفع حالة الطوارئ وعندما رأى كثرة الحجازين بدأ في رفع صوته (فكوني ليهو فكوني ليهو).
والحكومة من جانب تستحق أن يشمت فيها اعداؤها إذ القرارات فيها غير متابعة وكل قرار يخرج منها يقف على تفسيره وعرقلته ذو مصلحة. عندما يصدر قرار من الحكومة بإزالة كل النقاط على الطرق ولا ينفذ، ما معنى هذا؟ واحد من اثنين إما ان الحكومة ليست جادة في قرارها وهو لترضية الشعب أو أن هناك جهات اقوى من الحكومة. وعلى هذا المقياس صدر قرار بإعفاء المساجد من فاتورة الكهرباء - بإطلاق- من الذي جاء ببدعة سقف الاستهلاك هذه؟ أليست هى ناسفة للقرار الاول؟
وبالمناسبة ما فات على وراق ان مكاتب الدولة لم تعد هناك حد لنهايتها وليس ذلك حباً في العمل فتجد الموظفين حتى الرابعة وحتى الخامسة في مكاتبهم وما ذلك إلا ليستمتعوا بمكيفات الفريون التي ما عاد يستطيع على فاتورتها ولا شرائها إلا الحكومة. (هذا على أحسن الفروض في حسن الظن بهؤلاء الباقين حتى الخامسة في مكاتب الدولة).
الحاج في عموده يقول (لو انني ارى شدة في عود الحركة الجماهيرية لدعوت لحملة عصيان مدني للإمتناع عن دفع الضرائب لسلطة لا تصرف على المساجد او لدعوت المصلين للتظاهر رفضاً لهذا القرار، ولكن الى ان يشتد عود الحركة الجماهيرية فلدينا اسلحتنا الاخلاقية المعنوية وهى فاعلة ومؤثرة..) هذا اعتراف ضمني بأن الحركة الجماهيرية والدعوة إلى العصيان المدني دعوة غير اخلاقية ورغم ذلك ان كانت موجودة لبدأ بها وراق قبل اسلحته الاخلاقية.
أيها المصلون قبل ان يفتن بينكم الحاج وراق وحكومتكم فادعو الله أن يرفع هذا القرار ويُراجع من قبل وزارة الارشاد ووزارة الكهرباء وتعود المساجد بيضاء وباردة. فكله دعاء ورفع أيد الى الله فلندعوا بخير حتى تقول لنا الملائكة: ولك مثل ما دعوت به.
28/7/2005

ليست هناك تعليقات: