الجمعة، 7 أغسطس 2009

إنهم يسرقون المؤتمر الوطني

صمت عن الحديث السياسي زمنا، زاهدا في السياسة وكثرة جيوبها والتفت الى ما ينفع الناس ويلتصق بمعاشهم فجردت قليل مدادي للاقتصاد والخدمات. ولكني وجدت ان هذا ايضا ستحوم حوله السياسة وقد تتمحور حوله وتفسده.
المؤتمر الوطني في ايامه الاولى اراد ان يكبر كومه واراد ان يكون وعاءا شاملا لكل اهل السودان ولتحقيق ذلك الهدف - النظري - جمع كثيرا من الوان الطيف والمطبلين ومجددي قمصانهم كما الحرباء ان جاء الاتحاد الاشتراكي فهم اتحاد اشتراكي وان حكم حزب الامة هم الانصار ومع كل مرحلة ثوب وماكان يتطلب المؤتمر الوطني منهم كثير جهد فقط توفير حق امواس الحلاقة اسبوعا او اسبوعين وتطول اللحية كبطاقة جديدة.
هذا الصنف خطا سريعا وتقدم كثيرا في الصفوف حاملين شعارهم (ليست العبرة بمن سبق ولكن بمن صدق) ولزهد اهل البيت وحسن تربيتهم لم يزاحموا الوافدين وجلسوا على الرصيف يتفرجون وقليلا قليلا بعد ان دار كل شئ بعيدا عن امنياتهم لزم كثير منهم بيته.
ولم يكن المؤتمر الوطني في قمته في حاجة الى قواعد ولا الى صادقين فهو الحزب الحاكم.
ولكن سيحتاج الى قواعده في الفترة القادمة فترة المنافسة الحقيقية في الانتخابات القادمة (ان كان صدقا ما نقرأ ونسمع هذه الايام) ولكي يعرف قواعده عليه فحص اجهزته القائمة فان معظمها يقوم عليه وصوليون (وليس اصوليون) يعرفون كيف ينكسبوا في السياسة ولا يجدون في ذلك حرجا ويوم كان للمؤتمر امين قابض كانو يخيفون الناس به ويقولون عن كل امر يريدون تمريره وفيه عدم قناعة نسبوه للشيخ (دا جاى من فوق).
غير ان فنونا اخرى بدأت تظهر هذه الايام والفاظ لم تسمع بهم القواعد من قبل هي ساتر هذه الايام ايام كل شئ معين مجالس تشريعية ولائية والمجلس الوطني والوظائف التنفيذية المتوسطة والصغيرة الفوق طبعا محجوزه كما كراسي المنصات ومكتوب عليها الاسم.
تدار هذه الترشيحات للعينات وسط تغييب كبير لكل القواعد تحت بدع جديدة اسموها الشورى المصغرة قل لي بربك متى كانت هناك شورى مصغرة ان لم تكن تلك السرقة بعينها.
ومتى ماخرجت التعينات على هوى الدوائر المتنفذه والتي اسمت نفسها شورى مصغرة فلا يلومن المؤتمر الوطني الا نفسه لانه انشغل عن قواعده او حسب انها بلا عقل ولا تميز الخبيث من الطيب.
فقواعد كل مهنه تعلم الصالح والطالع وتعلم ايضا كيف اجبرت في يوم من الايام على ان يمثلها فلان بأمر من المؤتمر الوطني.
فلا قواعد العمال جاهلة ولا قواعد المزارعين جاهلة ولا الرعاة هم الرعاة فان اراد المؤتمر الوطني قواعد يستند اليها بعد الفترة الانتقالية يجابه بها الاحزاب التي - ظن انها ماتت وثكلت - او الحركة التي ظن ان عملها سيكون جغرافيا في الجنوب. فسيخسر كثيرا وسيعيدنا اما لحيث انقذنا او لاسوأ من ذلك.
فعلى المؤتمر الوطني ان يمسك بيد سارقيه ويفتح باب شوراه واسعا وإلاسيذوب بعد الانتخابات وسيصعد كل قرد إلى جبله.
21/7/2005

ليست هناك تعليقات: