كتبنا في المرة السابقة عن بؤس المباني المدرسية وعن انصراف الإدارات إلى الجبايات بدلاً من التعليم والتربية وعن تقييم كل إدارة للتي تحتها بقدر تسديدها للرسوم وصار الشاغل الأكبر في مدارسنا النقود وجمعها مع عدم الشفافية في الإيرادات والمنصرفات.
وفتحت المدارس الآن و كل فقراء الجزيرة وما أكثرهم - يشكون من الرسوم التي تفرضها الإدارات ومجالس الأمناء لسد النقص في المباني ويمنون عليك بالكتاب المدرسي.
مدارسنا تشكو من نقص في المدرسين رهيب يتستر عنه بمتدربي الخدمة الوطنية لسد العجز .فرق كبير بين مدرس مؤهل هذه مهنته وبين مكره على الخدمة الوطنية يريدها أن تتم كيف ما يتفق . وعلاوة على النقص هناك خلل تربوي وشرعي ويتمثل ذلك في وجود المدرسات في مدارس الأولاد الثانوية وهذا ما لا يحتاج لمفتٍ ليقول فيه. وكيف قبلته وزارة تربية المشروع الحضاري هذا ما يحيرني.
الدول المحترمة لا تقبل النقص في المدرسين أبداً وتتعاقد مع جنسيات أخرى لسد العجز . أما نحن فشوارعنا تعج بالخريجين المؤهلين ومدارسنا تشكو العجز وكل السبب أن وزير المالية ممسك يده عن التوظيف. أي معادلة هذه؟ وهل سنعقد لحل مشكلة نقص المدرسين ابوجا ونيفاشا والقاهرة ليأتي شركاء الإيقاد ومندوبي أوربا( ليحنسوا) لنا وزير المالية ليسد نقص المدرسين.
نتائج الامتحانات والنسب المئوية للتحصيل صارت المقياس التربوي الوحيد عند مسئولي إدارات التربية عندنا . مما جعل بعضهم يهرول لأعلى السلم بالحلال والحرام وبدأ الغش في مدارسنا مسكوت عنه أو مُرغب فيه وإلا كيف هذه النسب العالية التي يدخل بها الطلاب من الأساس للثانوية وينهار معظم الطلاب في أول ثانوي واحد من أمرين إما في المنهج الثانوي خلل أو في منهج الأساس خلل والاحتمال الثالث عدم كفاءة الداخلين كفاءة حقيقية وقد نزيد أو ربما في الامتحانات نفسها خلل . ولكثرة ( الاخلال) هذه نريد وقفة ومراجعة لما يجري قبل أن ينهار تعليمنا ونحن لا نفط لنا و قطننا يشكو البوار.
والشيء بالشيء يذكر لماذا لا توجد مدارس نموذجية يتنافس عليها التلاميذ؟ بأي نظرية تربوية نجمع التلميذ الذي دخل بمجموع 270 مع آخر مجموعه 140 في فصل واحد ؟ المدارس النموذجية ضرورة إذ الإنسان لا يتعب إلا أملا في ثواب أو خوفا من عقاب. ولا نريد من وزارة التربية والتعليم أن تتحجج بالتجربة التي بدأتها قبل عدة سنوات بلا شفافية في اختيار المدرسين ولا ميزانية للمدرسين والطلاب . نريد صرفا على التعليم حقيقي داخلية للمدرسة النموذجية ومدرسين ذوو خبرة ومعامل ومسجد ومناشط وساحات ومسارح وغرف فن تشكيلي وغرف تعلم ذاتي ومراكز مصادر تعلم ليتنافس التلاميذ تنافسا يخرج لنا رجالاً يُرجى منهم وليس أنصاف متعلمين.
التقارير المكتوبة من رئيس لرئيسه لا تكشف عورة وكل سيختار مطايب ما عنده ويكتبه للذي فوقه . ولكن أين مجالسنا التشريعية والرقابية أين الرأي العام مما يجري في التعليم عموماً وفي ولاية الجزيرة خصوصاً.
وسؤال لوزيرة التربية هل أنت راضية عن التعليم في ولاية الجزيرة ؟
6/7/2005
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق