لقد سمعت وزارة التربية وطربت كثيرا للثناء فلتوسع صدرها لبعض النقد ؟
ما ان تعلن نتيجة الشهادة الثانوية إلا ويبدأ الحديث عن التعليم . فدعونا ندلو بدلونا واضعين في الاعتبار ما لنا من خبرة تربوية زادت على ربع القرن.
التعليم في السودان ومنذ أن عدل النميري السلم التعليمي وخرج على الناس بفكرة المدارس الشعبية ( وكانت ضرورة ومحمده في ذلك الزمان ) المدارس الشعبية كانت فكرتها أن يقوم المواطنون ببناء المدرسة وتتولى الدولة المدرس والكتاب المدرسي . فقه الضرورة المايوي هذا أعجب كل الحكومات المتعاقبة وصارت تضع عبء البناء وصيانة المباني على المواطنين .في تهرب واضح من عبء ثقيل وجاءت الإنقاذ وزادت الطين بلة كما يقولون فزادت على المواطنين أعباء أخرى رسوم مدرسية ورسوم كتاب مدرسي ورسوم توجيه ورسوم امتحانات والقائمة طويلة وقبلها الناس أيام ضيق الإنقاذ وفقرها . هذه الجبايات جعلت كثير من الوقت التربوي للإدارات يضيع في تحصيل الرسوم والأسوأ من ذلك أن تقييم الإدارات المدرسية صار بقدر كمية وسرعة جمعها للرسوم المدرسية. وجمع هذه الجبايات التربوية في بعض الأحيان يصاحبه عدم شفافية كبير ، لا يعرف وارده من منصرفه وكثير منه ليس وراءه محاسب مما جعل ذمم التربويين في خطر ومحل شك وهم الذين كانوا أشبه بالملائكة ? في نظر الناس - لو لا أنهم يأكلون ويشربون.
تهرب الدولة من المباني المدرسية افقدنا المباني ذات المواصفات والمباني طويلة الأجل والتي للنشاط فيها متسع . في السابق كنا نحب المدارس والداخليات لأنها أجمل من بيوتنا ، جزء من ضيق التلاميذ الآن أن المدارس ليست على مستواهم هذا إذا أضفنا شريحة الذين بدأوا التعليم في خارج السودان في الخليج أو أوربا ودخلوا في مقارنة بين هذه وما رأوا في مدارس الخليج.
شخصيا ما عدت أؤمن بفقر هذه الدولة وأنا أرى ترفها في كثير من الأشياء.
إذا سألني سائل وقال أفقيرة هذه الدولة ؟ سأقول له لا . كيف تكون فقيرة و هذه وجباياتها دخلت على كل جيب. وكلما التفت تجد نفسك تدفع للدولة أكثر مما تدفع لمقدم الخدمة . ونقطة أخرى انظروا لصرفها إنها تصرف صرف دولة نفطية ولكن دون جلوس لترتيب الأولويات .
هذه الأموال التي تجمع لماذا لا تقدم للمواطن في شكل خدمات يحسها تعليما وماء وصحة كأول الأولويات إذا لم تبن الدولة المدارس ماذا تبني المكاتب والبيوت للموظفين.
نواصل في المرة القادمة في الأمور الفنية مثل نقص المعلمين ، وتدني النتيجة ، وعدم وجود مدارس نموذجية ،وطريقة أداء الامتحانات ، وعدم التقييم والمتابعة.
19/6/2005
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق