أن أقول طربت للكابلي فهذا شيء مألوف، ومثله قولك طربت لوردي أو ولده. ولكن أن تطرب لوزير المالية فالأمر في حاجة لبرهان ودليل وإقناع، وليس ذلك للشك في عذوبة صوته وبحته.
أولاً: ودفعا للتهم لم أر الرجل إلا في الشاشة.
ثانياً ليس هذا طرب محبين أعمى، فلنا مآخذنا على وزارة المالية في ولايتها على المال العام وتفلت بعض الجهات من تحت يدها.
ورغم ذلك طربت له يوم سمعته يتحدث عن مياه بورتسودان التي ستشرب من النيل بعد طول عطش. وليس في الأمر عجب، فقد شربنا في الرياض عاصمة السعودية من مياه الخليج على بعد «400» كلم، وهو خاضع للتحلية والمعالجات الكيميائية، فكيف لا تشرب بورتسودان من نهر من انهار الجنة على مرمى حجر «مبالغة مش»؟
في ذلك اليوم الذي وقَّع فيه وزير المالية عقد مياه بورتسودان «430» مليون دولار، ذكر عدة مشاريع للمياه مياه الدامر ومياه نيالا، فاعترتني فرحة ونشوة طرب لذلك الحديث. اسقهم سقاني وسقاك الله من الكوثر، وفي ميزان حسناتك أيها الوزير، ويوم شكرك ما يجي وهذا صرف يحبه الله ورسوله وعامة المسلمين.
لماذا كل هذا الفرح بمياه بورتسودان وما قبلها من مدن على الطريق؟ كنت قادما في يوم من الأيام من بورتسودان ورأيت معاناة الناس من عدم وجود المياه، وكيف هو عزيز عندهم وهي مدينة كبرى مؤهلة لان تكون عروساً اخرى للبحر الاحمر بعد جدة (أليس من حقه التعدد ويعرس أكثر من مدينة. أمن تلك البلدة هو، التي منعت نساؤها التعدد رغم أسلامهن ؟) عروس البحر الأحمر الجديدة بعد هذه المياه وذلك الميناء وذلك المطار وقليل من الكهرباء ستكون قبلة تجارية بإذن الله.
وأمرَّ من معاناة بورتسودان من عدم وجود المياه، أولئك الصبية على الطريق بسواعدهم النحيلة يحملون جوالين من البلاستيك يسألون الشاحنات ماء، ماء.. وهم وقوف على الطريق والشمس تلفحهم وتأخذ ما بقي من ماء داخل جلودهم.. يا له من منظر يدمي العين والقلب معاً. والساسة في الخرطوم والقاهرة وأسمرا في شوق للديمقراطية ليصوت لهم هؤلاء ويعيدوهم للكراسي التي فقدوها.
بقي على وزير الطرق - وهو لها - أن يكمل الناقصة طريق هيا - عطبرة. وأن يقوم بصيانة ذلك الجزء الخرب الذي يعطل السير لساعات، والكل يقدم عليه ويده على قلبه وكم من حادث وقع بسببه.
7/7/2005
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق