الجمعة، 7 أغسطس 2009

نفايات البصات السفرية

هذه البلاد ما تلتفت إلا وتجد ما يستحق التعليق والوقوف عليه. انها بلاد بكر في كل شئ ليس دنيا المال وحدها بل ما يلحق بها من قوانين.
وعندما تتقدم الحياة وتتطور يصاحب التطور قوانين جديدة تواكب تطور الحياة. وكل بمثله، مثلاً غرامة رمي منديل ورق في حديقة عامة في الامارات العربية المتحدة 500 درهم، وكذلك نشر الملابس على البلكونة المطلة على الشارع العام مخالفة غرامتها ايضاً 500 درهم بعد انذار اول (كده المخالفات ولا بلاش).
ما قادني لذكر ذلك هو ذلك المنظر القبيح الذي نشاهده يومياً على طريق الخرطوم مدني وهو ما تقوم به البصات السفرية الجميلة المنظر المكيفة المريحة لركابها المؤذية لمن يمر خلفهم لعدة ايام هذه البصات نقر بأنها طفرة في حياتنا ومواكبة لما يجري في العالم وجاءت بديلاً لتلك الشاحنات التي جعلت منها العبقرية السودانية بعد ان ركبت عليها صندوقاً من هيكل حديدي بلا مواصفات بل بمواصفات مكوك قتل، في كل حادث يروح كل ركابه ضحايا.
نعود للبصات السفرية لا نريد ان نتحدث عن سعر تذكرتها فهي من جملة اسعار كثيرة تزيد ولا تنقص لا بالمنافسة ولا بقانون العرض والطلب. ولكن هذه البصات بقدر راحتها لمستخدميها ويمكن ان نقول إنها مركب حضاري. ولكن نجد سلوك القائمين عليها في غاية التخلف بعد تقديم الوجبة للمسافرين وهذه من حسن السنن التي نثبتها لها اذ وفرت الوقت الذي كان يضيع في الوقوف للوجبات على الطريق، بعد تقديم الوجبات يقوم المضيف «لأنه ليس كمساري» فوظيفة الكمساري فيها تحصيل الفلوس من الركاب ودائماً هو في نزاع معهم اما المضيف فهو يوزع البسمات والاكل والمشروبات والنكات «قلت المضيف ولم اقل المضيفة حتى لا تفتحوا لنا باباً نحن في غنى عنه» هذا المضيف يجمع بواقي الاكل وصحون البلاستيك واكواب البلاستيك وخفاظات الاطفال في كيس او كيسين ويرمي بها على جنبات الطريق في اسوأ حالة لنشر الاوساخ. الفاصل الحضاري -وليس المداري- بين هذين الفعلين كبير جداً.
وكلما رأيت هذا المنظر تذكرت الاخ البروفيسور الامين دفع الله والي القضارف السابق الذي سن قانوناً لمحاربة البلاستيك ووقف معه كل مستنيري الرأي واخص منهم الاخ الاستاذ خالد فتح الرحمن الدبلوماسي الشاعر بالمناسبة ما علاقة الدبلوماسية بالشعر؟ السؤال موجه للأستاذ مجذوب عيدروس.
وأعلم أن واحدة من المحليات -محلية المسيد سابقاً- التي يقع جزء منها على طريق الخرطوم مدني اصدرت امراً محلياً بغرامة على كل بص يرمي مخلفاته فيها. ولكن صعب تنفيذ الامر على كل البصات لأمور كثيرة.
أخيراً علاج هذه المشكلة على من؟
1- غرفة اتحاد البصات السفرية عليها يقع العبء الاكبر ومحاسبة منسوبيها هؤلاء، وان تضع ما يحفظ سلامة الطريق من النفايات وهي اقدر مني بوضع تصور لمنع هذه الظاهرة غير الحضارية. ولتتخيل معي هذا الطريق بعد عدة سنوات وحجم الضرر الذي يسببه البلاستيك المتطاير علاوة على قبح المنظر.
2- الركاب يجب ان يتمتعوا بروح حضارية ويرفضون هذا الفعل من المضيف ويجبرونه على حمل النفايات الى آخر الرحلة حيث اماكن للقمامة.
والباب مفتوح لأهل السياحة والبيئة والعلماء والتنفيذيين ان هم اعطوا الموضوع حجمه.
11/8/2005

ليست هناك تعليقات: