سألتني بنتي: بعد تخرجكم كم مكثتم حتى تم توظيفكم؟
قلت لها:ليس بيننا والتوظيف إلا استلام الشهادة وتستلم عملك مباشرةً.
قالت: أيامكم كانت عسل.
قلت لها في – نفسي طبعا - ليست أعسل من أيامكم ولكن!
هؤلاء الفرحون بالتخرج يصدمون عدة صدمات يومياً بعد تخرجهم. لست معترضاً على الخدمة الوطنية من حيث المبدأ، لكن أريدها أن تكون اسما على مسمى وليس للتسويف والانتظار إلى حين وجود الوظائف وانتظار الميزانيات. لكن بربك قل لي من وضع الأجرة الشهرية لمؤدي الخدمة الوطنية مجند الخدمة الوطنية يعطى راتب 50 جنيهاً في الشهر ( أرجو أن تقرأ على طريقة عادل إمام في الشهر؟).لا ادري كيف حسبها هل ظن أن كل الخريجين يعملون في الطابق الأرضي من مكان سكنهم لا يصرفون على المواصلات مليماً وكلما جاعوا صعدوا المصعد وافطروا في بيوتهم؟ ربما
خلصنا جديد خبرك عن الخدمة الوطنية ما هو؟
مبنى على شارع النيل ضمن حوش اتحاد الأطباء مبنى قديم مسقوف بجملون من الزنك،داخل المكاتب ناس الخدمة الوطنية وفي ممر ضيق عشرات ان لم نقل مئات الخريجين والخريجات يستجدون فتح شباك وكلمة طيبة من شباب ركبوا ماكينات كبيرة.
هذا الممر يختلط فيه الجنسان اختلاطاً لا يعصمه إلا أدب هذه الفئة المتعلمة.بالمناسبة كان طلاب كلية الطب في زمن مضى يقولون we are the cream of the cream نحن زبدة الزبدة.ما أكثر الزبدة في هذا الزمن الجميل.
لو لا عناية الله والمبنى من زمن بعيد يوم كان يسكنه خواجة وملأ الحوش بالأشجار التي يستظل بها هؤلاء لتعرضوا لضربات الشمس بالعشرات.
ماذا لوقف على هذا المبنى مهندس رتبه بحيث يحترم آدمية هؤلاء الشباب حتى يشعروا بالاحترام وينعكس ذلك على مستقبل أيامهم. من عندي أتخيل صالة واسعة مكيفة بها من الكراسي عدد يكفي لهؤلاء وماكينة الأرقام المسلسلة لتحفظ الدور والنظام ومن الموظفين عدد ينجز في سرعة وحب عمل.
هذا اذا كانوا مصرين على (تلتلة) خلق الله ووقوفهم أمامهم. وإلا لماذا لا نستخدم شبكة الانترنت للتقديم للخدمة الوطنية وتأتي الردود عبر الشبكة.وذلك في صفحة ويب عليها الأماكن التي تحتاج مجندي خدمة وطنية وتضع الخيارات من حيث السكن وفرصه او القرب من سكن المجند. واحسب ان هذا العمل لن يكلفهم مليما واحدا طيب قرشا واحدا فقط ليقوم به خريجو تقنية معلومات ويكونون بذلك ادوا الخدمة الوطنية المحلل والمصمم والمطور وبعد ذلك المشغلين.
احترموا هذه الشريحة ليكبر في عينها الوطن ولتقبل على الحياة بحب.
متى تُمدن الخدمة الوطنية؟العسكرة الى متى؟؟
صحيفة الاحداث مارس 2009 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق