الجمعة، 15 يناير 2010

الولد الشاطر في التلفزيون

كُتب في: 2008-01-29 الصحافة

يُحكى أنه في مدرسة من المدارس وفي فصل من فصولها كان عدد التلاميذ أربعين تلميذاً. هذه المدرسة ينقصها الكثير لتسمى مدرسة أبوابها مخلعة وشبابيكها بعضها موجود وبعضها خلعه الزمن،سبوراتها محفرة، كراسيها مكعكعة المدرسون يتفضلون على التلاميذ تفضلاً بتعليمهم أي دخول الفصل نافلة وليس فرضا.
سبحان الله لهذه المدرسة مجلس آباء ومجلس الآباء يضم أولياء أمور التلاميذ وعدداً من المدرسين ومدير المدرسة مقرراً.?هذا المجلس يفرض على التلاميذ - وهذا حالهم - رسوما دراسية لتسيير المدرسة.?الذي يدفعه التلاميذ من رسوم لا يعود على حال مدرستهم ولكن يكفي لتسيير مجلس الآباء.
أولياء أمور التلاميذ لا يعرفون عن التعليم كثير شئ وسندوا الأمر لمجلس الآباء والمدرسين.والمدرسة تسير بهذه البدائية والتلاميذ بالكاد ينالون من التعليم أقله وشيء لمحو الأمية أقرب ولكن على الأقل هؤلاء هم التلاميذ يروحون ويجيئون من البيت إلى المدرسة.وإذا سألوهم ألكم مدرسة؟ قالوا نعم.
سبحان الله تفرد ولد في هذه المدرسة أي بها ولد واحد فقط شاطر والباقين للامية اقرب. مجلس الآباء صار يتحدث عن هذا الولد الشاطر بمناسبة وبلا مناسبة ويحكي عنه في كل مجالس المدينة. المجتمع يسمع ويحسب أنها مدرسة عادية وبها ولد شاطر وواقعها يقول ان ليس فيها غير هذا الولد الشاطر.

مجلس آباء المدرسة لم يكتفِ بالتفاخر بولده الشاطر في المجتمعات المحلية ولم يقدمه في المحيط المحلي من محلية ومحافظة وولاية.
مجلس الآباء لم يستدع الإذاعة لتجري مقابلات مع تلميذها الوحيد وكيف هو شاطر في مادة الرياضيات وهو الحافظ لكتاب الله وذو اللغة السليمة والخط الجميل.
ولم يشركه في برنامج تلفزيوني ضمن آخرين بل مجلس الآباء استدعى التلفزيون ليحضر ويجري مقابلات مع الولد الشاطر وجاء التلفزيون وأجرى لقاءاً مع مدير المدرسة يحدثه عن هذا الولد الشاطر وتحدث للتلفزيون كل مجلس الآباء كل واحد يحدث عن هذا الولد الشاطر المؤدب.
مقدمو برنامج التلفزيون ما كانوا يسألون عن التعليم ولا عن حال التعليم في المدرسة ولم يقارنوا حال المدرسة بالمدارس الأخرى ولم يسلوا مجلس الآباء عن أهداف مجلسهم ولم يسلوهم كيف تكوّن مجلس الآباء ولا عن خططهم.
كل من رأى الولد الشاطر في التلفزيون حسب أن المدرسة عادية وبها ولد شاطر ضمن آخرين وما علموا أن ليس فيها غير هذا الولد الشاطر، والباقون للأمية أقرب.

ليست هناك تعليقات: