كُتب في: 2007-10-03 صحيفة الصحافة
تعجبني المباني الجميلة وتعجب غيري.
ومنذ زمن أمر بمبنى تحت التشييد شرق الساحة الخضراء، وفي كل يوم يزداد عظمة وبهاءً. وعندما اكتمل بناؤه رفعت عليه لوحة كبيرة مكتوب عليها «المعهد العالي لعلوم الزكاة» صراحة ماتت فرحتي بالمبنى لما دار في ذهني من تساؤلات.
أول سؤال خطر ببالي لمن يتبع هذا المعهد للتعليم العالي أم لديوان الزكاة؟
من سيدرس في هذا المعهد، طلاب تعليم عالٍ قادمون عبر مكتب القبول أم من جهات أخرى؟ وكم سيقبل في السنة الواحدة، وما مصير خريج بهذا التخصص المحدود جداً، فرع من فروع الفقه؟
سؤال ثالث هل هذا المعهد للسودان وحده أم سيخرج فقهاء زكاة لكل العالم الإسلامي «وهل تقدمت دول تبحث عن فقهاء زكويين ليسدوا عجز فقهائها، لذلك بادرت الجهة المنشئة بالتطوع في زمن فيه خيراتنا زائدة على حاجتنا، ونبحث عن الفقير الذي يقبل الزكاة بحث عمر بن عبد العزيز له في كل السودان، ولا نجد من يقبل الزكاة؟».
سؤال رابع ما خطة هذا المعهد وكم عمرها وكم من الدارسين سيؤهل؟ وكم حاجتنا لفقهاء الزكاة؟
وقبل هذا هل هو معهد تدريب لموظفي الزكاة؟ وكم عدد موظفي الزكاة؟حتى يُقام لهم معهد بهذا الحجم؟ والى متى؟ وبعد أن يتم تدريب عاملي الزكاة من سيدرس تحت هذه اللوحة، مهندسو البترول؟!!!
هل عجزت جامعاتنا الإسلامية وجامعة القرآن الكريم وجامعة افريقيا العالمية عن سد هذا النقص؟ حتى يُقام صرح بهذه الضخامة وهذا الصرف الذي صرف فيه «طبعا أنا ما عارفو كم لكن قطع شك اكتر من 100 جنيه بكم لا تسألوني».
من يجيز مثل هذه المشاريع؟؟
هل هي فكرة رجل واحد بيده مال كثير؟
هل جلست للمشروع لجان بحثت في كل أوجه المشروع من اسمه إلى خطته إلى الحاجة إليه إلى عمره الافتراضي وثم ماذا بعد؟
أرجو أن يكون أول الملتحقين بالمعهد العالي لعلوم الزكاة من فكر في بنائه.
وقبل أن التحق انا به إذا سمحوا لي، أقول إن كان هذا المعهد بني بأموال الزكاة فديننا الحنيف دين الفطرة لا يقبل هذا في زماننا هذا.
من يحجر على هذا المبنى الجميل - قبل أن تملأه العطالة المقنعة - ويحوله الى مستشفى متخصص أو معهد متخصص في علم نادر، أو كلية واسعة المعرفة ويحدد غرفة لعلوم الزكاة تنتهي بانتهاء آخر متدرب.
كل المصيبة أن يحول إلى مفوضية أو مبنى سياسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق