تسعدني المشاريع التنموية وخصوصاً الزراعية وليس ذلك لأني مزارع أصيل فحسب ولد في الجزيرة ولكن لأن الزراعة هي الحياة لحماً ولبناً وخضر وفاكهة.
غير أن افتتاح سندس العاشر قبل يومين لم يفرحني وذلك لعدة أسباب منها فقدان الثقة في هذا المشروع والقائمين عليه وطول الانتظار الذي انتظره الذين ساهموا فيه – انتظار لا أرى له شبيهاً إلا انتظار دفن شارون رئيس إسرائيل السابق الذي هو ليس حياً ولا ميتاً منذ أكثر من سنتين – وكذلك سندس.وقد كتبنا قبل اليوم بعنوان من يحاسب الصافي جعفر؟ وطرحنا من الأسئلة ما طرحنا.وكأني بهم يقولون لا نجيب عليك الا عملياً طبعاً ردوا على الورق رداً متعالياً لا يقنع حتى من قام بصياغته.
سندس لغز بنى الناس عليه آمالاً عراض وحلموا بفلل تتوسط مزرعة كما الريف الانجليزي وفي المزرعة أبقار لها ركن قصي ومحلب تأكل من نعم الله التي حولها ومزرعة دجاج ترفد صاحبها والسوق باللحوم البيضاء وبيض المائدة مودعين مرض القاوت ولهم مفاصل كمفاصل الريبوت الياباني.
وانتظر المساهمون عقد ونصف ودفعوا دولارات لو اشتروها قطع سكنية في أطراف الخرطوم منذ ذلك الحين لصاروا من أغنياء الخرطوم ولبنوا العمارات في السوق المحلي واستمتعوا بإيجاراتها.
خاب فألهم وما عادوا يصدقون ما يقال عنه، مرة حفرت الترعة وبعد سنوات جاءت الطلمبات وبعد سنوات تجريب الطلمبات وهكذا من مخدر لمخدر.
غير ان الجديد الذي دعاني للكتابة أني لم أر الدكتور المتعافي في عدم توافق نفسي مما يقول قدر يوم افتتاح سندس.ومن قوله أنهم سيبدأون في دراسة التربة وأي المحاصيل سيزرعون استجابة لمتطلبات السوق المحلي والعالمي.آآآآآآآلآلآن؟؟ وكأن سندس نزل من السماء أمس ومنذ عقدين تبحلقون فيه وتتحدثون عنه ولا تعلمون ماذا ستزرعون فيه.وفقط الآن ستبدأ الدراسة.ما هذا يا قوم؟
يبدو أن هذا هو المسلسل القادم انتظار دراسات التركيبة المحصولية.
الى اخوتي المغتربين فكوا اجاراتكم وابحثوا عن من يحمل لكم عفشكم فالمدارس جاهزة فقط ينقصها خطاب نقل من مدارس أبناءكم القديمة.والطرق مسفلتة والبيارات محفورة والفلل لا ينقصها الا العفش والتشطيب ديلوكس.
والى الافتتاح القادم نستودعكم رعاية الله.
الوسط الاقتصادي أغسطس 2007 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق