بعد أن انتهت ،أو كادت، عملية استبدال العملة بهذه السلاسة وهذا الهدوء الرائع الذي لم يعكر صفو أحد، على عكس ما تم في مطلع التسعينات. لا نملك إلا أن نحي ونشيد بهذا العمل الرائع ،رغم المبالغ التي صرفت عليه ونحن أحوج ما نكون اليها في بناء المدارس وحفر الآبار ودواء البلهارسيا والملاريا.لكننا نقبلها إذا كانت مهرا لوقف الحرب التي لن يربحها احد.والتي عطلتنا خمسين عاماً هي السياسيون الأنانيون.
(بلاش سياسة نخش في موضوعنا علشان ما يقوم واحد يمسك الكلمة والواحدة ويترك لب الموضوع).
بنك السودان بعد عملية التبديل امتلك بيانات كبيرة أين الكتلة النقدية في أي مكان الكتلة النقدية خارج النظام المصرفي؟ وغداً سيبحث ما سبب ذلك وسيوجه بفتح فروع مصارف في تلك الاماكن.
غير ان الذي ابحث عنه اجابة لسؤال واحد اجابت عليه عملية استبدال التسعينات وهو في ذلك الاستبدال كان نصيب الخرطوم 70 % من العملة السودانية وكل فيافي السودان الباقية فيها 30% لذلك هرول كل السودان الى حيث تمركز النقد السوداني.ولو جلس لهذه المعلومة نفر من علماء الاقتصاد ونفذ التنفيذيون ما وصلوا اليه بتجرد لما حدث الذي حدث لا في دارفور ولا في شرق السودان ولا في ولاية الجزيرة ولا في الشمالية.
والآن نسأل بنك السودان كم في الخرطوم من النقد السوداني؟ فوق ال 70% أم دونها؟ وأخشى ان يكون فوقها وهو مما يبدو لرجل عادي مثلي .وهذه المرة إن وجدنا الإجابة للسؤال - واحسب أن بنك السودان من الجهات العاقلة في هذه الدولة – يجب أن يبدأ اقتصاديو بلادي بمراجعة الخريطة الاقتصادية والبحث في إخراج المال من الخرطوم وسيتبع إخراج المال من الخرطوم أناس كثيرون جاءوا يبحثون عنه وتركوا الزرع والضرع وصاروا باعة في الشوارع أو متسولين.
وبعد هذا كل خوفي أن يسألني من اشترى كروسيدا وعندما صححه صاحبه أنها كريسيدا وليست كروسيدا قال له انتو انطقوها ونحن بنركبا .
أخشى أن يسألني سائل بعد كل هذه الفصاحة كم استبدلت من النقود؟
وستكون إجابتي خصر الأرقام الواقف بين الأعداد السالبة والأعداد والموجبة.
الوسط الاقتصادي أغسطس 2007 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق