هل العيب فينا أم في إعلامنا؟
هل أصبحنا دولة نفطية لا يثير شعبها افتتاح ميناء بترول؟
هل نسي الناس صفوف البنزين وندرة المواد البترولية؟
هل شغلت الناس السياسة من اجل السياسة؟
هل فقد المواطن الحس القومي لهذه الدرجة؟
هل المعادة السياسية ألجمت الألسن والأقلام حتى لم يدلقوا حبر قلم في حدث مثل هذا؟
هل من الصحفيين من لا يكتب إلا إذا كان ضمن الوفد المشارك؟
بعد هذه (الهلهلات والهلاهل ) لم يجد افتتاح ميناء بشائر الثاني ما يستحقه من الإعلام – حسب متابعتي المتواضعة – ولو قارنا افتتاح بشائر ببشائر الأول أو المصفاة الأولى نجد الفرق كبير جداً في التغطية الاعلامية والاهتمام.
((وأوضح د.عوض احمد الجاز وزيرالطاقة والتعدين أن هذا اليوم يعد من ايام البترول السوداني الخالدات وان مسيرة البترول التي بدأت لن تتوقف ابدا وفاءا لأهل السودان وعبر عن شكره وتقديره لابناء السودان الذين حققوا هذا الانجاز الكبير وكذلك الشركات والدول التي تعاونت مع السودان في استخراج البترول وقد تم تنفيذ الميناء بواسطة وزارة الطاقة والتعدين وشركة بترودار لعمليات البترول بتكلفة ملياري دولار لتصدير البترول المنتج من مربعي 3- 7 من ولايتي اعالي النيل والنيل الأبيض ).
انجاز بهذا الحجم وبأيدي سودانية لماذا لم يبادله السودانيون الفرحة؟
يقول بعض الناس ( يا أخي البترول الأول شفنا منو شنو؟ ومشى وين؟) سؤالان يجب أن يجاب عليهما بوضوح. لا ينكر أحد أن حال السودان ليس مثل حاله قبل البترول.ولا يتصور أحد كيف ستكون حالنا و البترول وبأسعاره العالمية الحالية 70 دولاراً للبرميل هل بمقدورنا استيراده؟
كل هذه الأسئلة والأجوبة تثلج صدور القائمين على الأمر ويحق لهم أن يفرحوا بما قدموا ولا ينكره إلا مكابر أو معارض لم يدخل القصر أو هو في انتظار دخول القصر .
قطعا بترتيب للأوليات قليل كان سيكون المردود أكبر من الواقع بكثير.ولو لا أن كثير من واضعي الخطط لهثوا وراء العائد الأسرع حسياً ومعنوياً ومادياً لكان هذا السودان شيء آخر.
ونقول هسه ما فات شيء ( الجفلن خلهن اقرع الجايات) وجهوا خير هذا النفط للزراعة وبدراسة علمية لنرى السودان أخضراً كالسجادة ونردد (غنمي ترعى طول اليوم وسط المرعى)
ومرحبا ميناء بشائر الثاني في منظومة البترول السوداني لنا ولمن بعدنا من الأجيال.
ومراجعة لكيف يسير إعلامنا وما الملل وما الجاذب أمر صار هام.
وحبذا لو أجريت دراسة لمقارنة اهتمام الناس بمبارة كرة قدم و اهتمامهم بميناء بترول؟؟؟؟
الوسط الاقتصادي يوليو 2007 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق