كُتب في: 2007-09-20 صحيفة الصحافة
إذا كانت بعض وسائل الإعلام تتعب الليالي قبل رمضان في الإعداد لبرامج اللهو والغناء والمسلسلات الرمضانية. فلله رجال يسهرون السنة كلها في الإعداد والتفكير في كيفية تطوير خلاوى القرآن مذللين الصعاب التي تواجه القائمين على أمر تحفيظ كتاب الله.
(151) خلوة إعاشية.
(13.959) طالباً في ولاية الجزيرة.
قيام في ليلة رمضانية من نوع آخر، عبادة من نوع آخر دعا إليها المجلس الأعلى لرعاية الخلاوى دعا أربعة أصناف من الرجال.. علماء أجلاء من جامعة القرآن الكريم، تنفيذيون كبار.. والي الجزيرة الهمام ووزير تخطيط ولاية الخرطوم، ووالي الجزيرة السابق ووزير مالية الجزيرة الحالي (ام الجديد أحلى). ثم رجال أعمال من (أحجام) متنوعة. (أحجام حسية ومعنوية) ولم يمثل رجال الإعلام إلا كاتب هذه السطور.
تحدثوا لساعات حديثاً يملأ النفس ثقة بأن هذه البلاد بخير كثير لا يعرف عنه الإعلام كثير شيء والإعلام مشغول بالخرطوم وما يجري فيها، حتى الخرطوم فيها خير لم يُنقب عنه.
رجال جعلوا همهم الاهتمام بحفظة كتاب الله وأماكن تدريسه وهذه الخلاوى بعضها عمره قرون عددا منذ مملكة الفونج وتسير بالدفع الذاتي وتعيش على الكفاف ولم نسمع بقرية ذهب كبارها يطالبون بتصديق لفتح خلوة قرآن كريم كما يفعلون للمدارس في زمن سابق (طبعا امر فتح المدارس الآن ما عاد يحتاج نائب الدائرة ولا الشريف الهندي والأزهري فقط المحلية تقوم بذلك وأكثر).
نعود لخلاوى الجزيرة تقوم الخلوة أو هي أصلاً قائمة والعيشة على الله يرضون بالقليل ذرة وماء وملحا. ولعدم الإعاشة آثار سلبية على الراضين بها من أمراض سوء التغذية. وعدم الإعاشة طارد لكثير من الراغبين أو غير جاذب (مش لازم جاذب وجاذبة هذه الأيام لا بد من حشرها في كل شيء حتى تصبح جاذبة).
اجتمع في الخامس من رمضان بالخرطوم هذا النفر من الرجال المهمومين بأمر استمرار هذه الخلاوى وتطويرها وتأمين مصادر تمويل ثابتة.
ترأس الجلسة المبادر المهندس عبد الوهاب محمد عثمان وقدّم البروف علي العوض مقدّمة تنويرية عن خلاوى القرآن بولاية الجزيرة الماضي والحاضر وشرح شرحاً طويلاً غير ممل ما كان وما هو كائن من أمر هذه الخلاوى وترك أمر تطويرها واستمراريتها للمناقشين وتدفقت أفكار طيبة ووعود مبشّرة بأن أمر القرآن سيجد حظه في ولاية الجزيرة التي إن هي صلحت صلح السودان كله. التزم ممثل رجال الأعمال برواتب المشايخ ونقابة المعلمين التزمت بمبلغ (صراحة أنا شايفو شوية) بالمناسبة الباب مفتوح لكل من أراد أن يضاعف الله له أجراً مركباً يرعى معلم قرآن ويعلّم المعلّم طلاباً يصبحوا شيوخاً، وهكذا في انشطار حميد إلى أن يصبح في كل بيت حافظ.
وخرجنا بأفكار جيدة وعد الوالي بدراستها بحيث تصبح معظم مدارس الأساس بالولاية مدارس قرآنية والمحافظة على الخلاوى القائمة وتطويرها.
وكان قنوتنا أن تكون مجلس جديد وضع نصب عينيه تطوير الخلاوى والحفاظ على القائم منها نسأل الله له كل توفيق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق