خدمتي التعليم والصحة لا غنى لفرد أو أسرة عنهما وهما بدايات الخدمة الضرورية ونسبة لعدم العائد المباشر منهما لا توليهما الدولة ما يستحقانه من صرف.
لذا كان لزاما على المجتمع سد الفجوة والقيام بدور يحفظ التوازن بين المطلوب والواقع. ( مقدمة جافة وكأنك في محاضرة خش في الموضوع خلصنا).
بدأ التامين الصحي في ولاية الجزيرة عبر النقابات والاتحادات وخصوصا نقابة المعلمين او للدقة العاملين بالتربية والتعليم ومن ثم اتحاد المزارعين خصوصا القسم الشمالي حيث وفرة محصول القطن والذي يتحكم فيه غير المزارعين حيث يسهل على الاتحاد أن يخصم ما يشاء ولأي غرض شاء دون مشورة المزارعين حيث الاتحاد وصي عليهم في كل شي ومن ما قام به – مشكورا - نيابة عنهم إشراكهم في التأمين الصحي، ولعمري رغم ما لتجربة النقابات والاتحادات من محاسن لها مضار إذ جعل التجربة فوقية ولم تنبع بقناعات القاعدة.
التامين الصحي ثقافة وعبادة إذ هو تأمين تكافلي ويجب ان يكون معقوداً بنية أي أن ينوي المشترك ان يكون ما دفعه صدقة لغيره من الذين يحتاجون علاجاً ويحمد الله إن كفاه شر المرض ولم يحجه لعلاج.
أكثر الناس فرحا بالتأمين الصحي ذوي الأمراض المستدامة من سكري وضغط وخلافة ويفرح المريض عندما يجد نفسه لا يدفع للدواء إلا 25 % فقط. ولكن من دفع 75 % الأخرى؟ هم الأصحاء وإذا لم يشترك في التامين الصحي إلا المرضى لن يستطيع التامين الصحي أن يقوم بدوره وكم من الناس وجدناهم فرحين بوقوف التامين الصحي معهم في العمليات الجراحية باهظة التكاليف.
رغم بطء تفهم المواطنين لدور التامين الصحي إلا أننا نجد التامين الصحي في ولاية الجزيرة يقوم بدوره خير قيام وكم من المراكز الصحية أقام وعلى أحدث طراز وآخر مثال شهدت افتتاحه مركز صحي المسعودية الذي كلفت صيانته 110 ملايين والحمد لله هو على الطريق العام يراه كل صحيح عين وصحيح قلب أي ليس في قلبه مرض ومرض القلب الذي نعني هنا المعنوي وليس الحسي.
ولقد رأيت عيادة متحركة كاملة clinic mobile تقف شامخة في انتظار الطلب. وعلى احدث طراز الشاحنة التي تحملها قابلة لوصول أي مكان في الجزيرة صيفا وخريفاً وما ادراك ما خريف الجزيرة.طموحات المواطنين مشروعة وكل يريد أقصى ما يمكن من الدولة والدولة تطالب بدور المواطن.
التأمين الصحي بولاية الجزيرة بخير وذو بنيات قوية فقط ينتظر أن يصل فهم المواطن إلى ثقافة التأمين الصحي في السراء والضراء وكثير من المواطنين الآن لا يشتركون في التأمين الصحي الا بعد المرض.
وفق الله القائمين على التأمين الصحي في ولاية الجزيرة على إكمال المسيرة إلى أن نرى الناس يتسابقون للتأمين الصحي أصحاء ومرضى.
الاحداث يونيو 2009 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق