كُتب في: 2008-03-10 الصحافة
على أيام ثورة 17 نوفمبر أو عهد عبود لمن لا يعجبهم إطلاق كلمة ثورة على تلك الحقبة من ذلك الزمان الجميل، كان هناك خبر ثابت في نهاية نشرة الأخبار الصباحية يقول: زار القصر الجمهوري وسجل اسمه في سجل الزوار كلٌّ من ويعدد اسماء وهويات من زاروا القصر الجمهوري أمس. أذكر ذلك لأن جائزتي لتفوقي الأكاديمي في 1963م كأول لجنة دخول المرحلة المتوسطة كانت أن أخذني ابي -رحمه الله- لزيارة الخرطوم ومن ما لصق بالذاكرة من تلك الزيارة هو أن دخلنا غرفة بالقصر الجمهوري وسجلنا اسمنا في سجل الزوار (بعد عشرات السنين عرفت أننا لم نتجاوز الاستقبال الغربي الحالي ولم ندخل القصر).
والحمد لله الذي جعلنا نرى ساحات القصر في التلفزيون من بعيد لي بعيد. ونرى صالاته عند تأدية القسم. غير أن القصر لم يعد ذلك المكان القصي ولا يهتف الطلاب (إلى القصر حتى النصر) فدخول القصر بمعنى أصح صار هدف كل سياسي، منهم من يدخله ومؤهله للدخول حمل السلاح وخراب الديار. ومنهم من يدخله بانضمامه للحزب الحاكم أم نقول الكبير؟
ولكثرة هؤلاء السياسيين من وزراء ومستشارين ومساعدين ووزراء دولة وولاة ومستشاري ولاة، وحكومات الجنوب والغرب والشرق والذين أشك في أن الأخ رئيس الجمهورية يعرفهم واحداً واحداً (يا ربي إمكن عاملين ليهم ديباجات زي حقت الشرطة والجيش مكتوب عليها الاسم والرتبة ليقرأ الرئيس اسم الدستوري ويخاطبه به).
لكثرة هؤلاء بدأت الحكومة تستأجر لهم في أحياء الخرطوم الراقية وهذا أمر مكلّف وكيف يستأجر من له أرض ومال. من قال إن هذا الايجار لا يجر إلى مشاكل كأن تقول زوجة دستوري لأخرى: انت مأجرين ليكم بعيد كده ليه ومحلكم القصر الجمهوري وتقوم شمطة بين الدستوري المستأجر له وزوجته، أنا غير أشوفك في القصر ما برتاح.. كفاية بهدلة.
قبل سنتين تقريباً عند زيارة الرئيس الصيني كان من ضمن ما رشح من اتفاقيات شيء يخص القصر ترميم أو تأهيل لا أدري ولكن يومها أزعجني الخبر واعتبرته عدم أولويات، وبعد جيوش السياسيين المتزايدة علمت أن الحكومة تعلم أكثر منا كما قال عادل إمام وهي تعلم أن نصف الشعب تقريباً سينال ترضيات بتعيين سياسي وسيدخل القصر.
بما أن مبنى القصر تحفة أثرية يجب أن لا يمس لا مانع من بناء برج سياسي داخل حوش القصر يسع لآلاف السياسيين ويجب أن يستشار الفنانون التشكيليون ومتخصصي البيئة حتى يرضو بإزالة حديقة أو متحف القصر لبناء برج السياسيين. وما ذلك البرج إلا لأن من يدخل القصر لا يرضى الخروج منه.
لذا هم في زيادة وليس نقصان.. وسعوه وسّع الله عليكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق