كُتب في: 2007-10-24 صحيفة الصحافة
أزور قسم شرطة مرور الكاملين مرة أو مرتين في السنة لزوم تجديد الترخيص. في زيارة السنة الماضية خرجت بانطباع سيئ كتبت عنه في هذا العمود تلميحاً وليس تصريحاً بأن الشرطي أمرنا بكل استخفاف أن نخرج ونخاطبه من الشباك واختار لنا الشباك المقابل للشمس إمعاناً في إذلالنا. وما كان مني إلا أن شكوت لرئيس القسم -الضابط- معاملة الشرطي لنا وفوراً أدخلنا إلى صالة بها مراوح لم ينته العمل فيها بعد وكانت رحمة مقارنة بشباك الشرطي.
عند زيارتي للقسم هذه المرة لتجديد ترخيصي وجدت الأمر جد مختلف تلك الصالة أصبحت مكيّفة وبها عدد كافٍ من الكراسي وتلفزيون (52) بوصة وكاونتر متطوّر جداً ما عليك إلا أن تقرأ ما كتب على الشباك وتمد أوراقك وتجلس ليتبادل شباب من شرطة المرور أوراقك وأنت هانئ البال تطالع قنوات العالم أمامك وبعد أن ينجز شباب الشرطة مهمتك يطالبونك بدفع ما عليك وتمده بطيب خاطر لكريم المعاملة وسرعة الانجاز.
صراحة هذا القسم تطوّر تطوراً نتمناه لكل منفذ خدمة للجمهور، فاحترام المواطن ينعكس على احترام المواطن لدولته. إلى متى تقدّم الخدمات من الشباك؟
(المقابلة من الشباك) عبارة استعمارية سخيفة توارثها الموظفون دون تفكير في احترام المواطن.
إن كان ينقص قسم شرطة الكاملين فإنه غير مربوط بشبكة رئاسة المرور والعيب ليس فيه فقد جهزوا كل مستلزمات الشبكة من توصيلات داخلية وكمبيوترات وسيرفر وللأسف كلها في كراتينها حتى الآن لماذا؟ لأن سوداتل سحبت خدمة الهواتف الثابتة من الأرياف وقد حدثني رئيس القسم بأنهم قاموا بحفر ومد الكيبل من القسم إلى المقسّم ولم تجد عليهم سوداتل بالخدمة.
لمن نشكو سوداتل؟
صراحة خرجت بانطباع طيب من التطوّر الذي طال هذا القسم، غير أن ذلك لا يعني أن كل ما كتبه الزميل بابكر عيسى بصحيفة (ألوان) عن هذا القسم ليس صحيحاً. فبعض من أفراد شرطة هذا القسم يقوم بحملات ومطاردات لا يمكن أن أجد لها وصفاً غير أنها حملات (تكريهية). حيث أنهم يطاردون بكاسي هي حمير هذا العصر لا تعكّر صفو مرور ولا تدخل لطرق المرور السريع فهي من المزارع إلى الأسواق الريفية يمكن تسميتها دوابا وليس مركبات. غض الطرف عنها لا يقلل من هيبة المرور ولا يعرقل المرور اللهم إلا إذا كانت للمطاردين أهداف غير السلامة.
مزيداً من التطوّر الجزئي والكلي بحيث نرى قريباً أقسام المرور كلها مربوطة بشبكة واحدة يستفيد المواطن من خدماتها في أي مكان من السودان دون النظر إلى مِنْ أيّ الولايات هو؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق