كُتب في: 2007-11-29 الصحافة
E-mail:ahmed4570@hotmail.com
أن تكتب في أسبوع واحد في موضوع واحد برؤيتين متناقضتين تماماً أمر يحتاج لشجاعة والحمد لله لا أظنها تنقصني. وإيماني بالتعليم كأولوية يفرض علينا أن نتجرّد من الأغراض الخاصة والمجاملة.
استهليت الموضوع السابق بهذه العبارة «وكيف لا يفرح مثلي بقناة المعرفة؟»، صراحة بلعت فرحتي يوم ذهبت ملبّياً دعوة الافتتاح، وكاد مؤشر فرحي يصل إلى الصفر لولا أنني حبسته عند الـ(5%).
كنت أحسب من صيغة الدعوة أن الأمر عام ولجميع أهل السودان، وذلك لأن في كرت الدعوة السيد وزير الإتصالات والسيد وزير التربية، حسبت أن القوم استشعروا تباين السودان وأرادوا إزالة الفوارق بتمليك المعرفة في مساواة لكل رعاياهم.
وكما أسلفت في المقال السابق أن وزارة التربية والتعليم استشعرت فوائد الإتصالات واتخذت من تجربة مصر الشقيقة قدوة وها هم قد بدأوا المشوار بقناة واحدة والبقية تأتي. (هذا درس لي بأن لا أكتب إلا بعد أن أرى بقية البعير).
إلى الذين حضروا حفل الافتتاح أنا هنا لست بصدد رداءة الإعداد وثرثرة مقدّم الحفل هذا الحفل ليس فيه شيء يحمد غير تلاوة آيات القرآن في بدايته. وهذه ليست القضية فقد التقينا بنفر كريم عوّضنا لقاءهم تعب المجيء.
الذي جعلني أخفض من فرحي بها (95%) أنها قناة تجارية مشفّرة الدخول إليها بالقروش، وهذا ليس عيبها الوحيد وهي لولاية الخرطوم فقط وستأتي ولاية الجزيرة لاحقاً (بالمناسبة شارك في الاحتفال وزير تربية الجزيرة الأخ نور الدائم حسين مشكوراً وأتمنى أن يكون خرج محبطاً مثلي).
(صوت: يا أخي لماذا كل هذا الهجوم على القناة هذه قناة تجار أنت مالك؟ شوف الحكومة وين).
هذا كلام صحيح نشكر هؤلاء التجار الذين بادروا بإنشاء قناة المعرفة وأتمنى أن يكونوا أحرجوا وزارة التربية الاتحادية التي هي مسؤولة عن الريف قبل المدن والفارق بين مدارس الريف ومدارس المدن يحتاج إلى آليات كثيرة أولها وأهمها قنوات تعليمية تساعد في ردم الهوّة بين مدارس خاصة أشبه بالفنادق -لولا أصوات التلاميذ- وبين مدارس أمثلة الجملة الفعلية فيها (أكل الجمل المدرسة).
عفواً، إن قسوت على القائمين على قناة المعرفة بارك الله في تجارتكم وشكراً لكم بإنزال هذه التجربة التعليمية للواقع السوداني.
إن لم تُقم وزارة التربية قنواتها التعليمية فوراً ولكل السودان ومجاناً فإنها تشارك في جرم جعلْ الأغنياء يزدادون غنى والفقراء يزدادون فقراً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق