كُتب في: 2008-02-11 الصحافة
يصعب الحديث عن الأحياء هكذا في العرف السوداني، ولكن البروفيسور مأمون حميدة بدا بالسنة الحسنة واختار ما لا يختلف عليه إثنان البروف علي شمو، ولا وأظنني سأزيد على ما قيل فيه في هذه الأيام كثيراً. ورجل بقامته وعلمه وما قدّم يكسر حاجز الأعمار تكسيراً يصافحك بود وكأنه يعرفك منذ زمن بعيد.
الأستاذ علي شمو دخل قلوب الناس بالتواضع (من تواضع لله رفعه) في وقت تجد (فناطيط) يحيطون أنفسهم بهالة وعجرفة منفرة تحت قائمة (البريستيج)، ورؤوسهم ليس فيها معشار ما في رأس علي شمو.
كتب صديقنا الطاهر ساتي عن علي شمو كلمات ظننته لا يعرفها، فقاموس الرجل في الآونة الأخيرة ساخن جداً (ولا يرى في الوجود شيئاً جميلاً)، ولكن في ذلك اليوم كانت نفس الطاهر بكل جمال. هاتفته ممازحاً يا أخي نسيت تكتب اسم صاحب هذه الرسالة عن علي شمو. فضحك وقال إلا البروف لا نقبل فيه شيء أبداً.
رجل غيّر قاموس الطاهر ساتي إنه رجل يستحق التكريم وفوق التكريم. بالمناسبة أشعر بعنصرة تهزني من داخلي وأكاد أقول إن أهل الجزيرة جلهم مثل علي شمو على الأقل في التواضع وسماحة النفس والبعد عن (الدغالة) والأنانية.
غير أن هناك رجلاً لا أعرفه عن قرب ولكنه سياسي محترم بعيد عن الأضواء يؤدي عمله في صمت وبعيد عن الإعلام، ممتلئ تواضعاً، رأيته مرة في ندوة عن مشروع الجزيرة بقاعة الشارقة يجلس في صفوف الجمهور العادي في وقت يموت فيه آخرون على الصفوف الأمامية.. المهندس كمال علي محمد وزير الري يبدو أنه نمط من الوزراء انقرض أو كاد. إن كان كما نرى فيستحق تكريماً على الأقل يحرج كل الذين لا يعرفون (تلك الأيام نداولها بين الناس).
شيخنا علي شمو بارك الله فيك وفي عمرك وعلمك المحسن مأمون حميدة لك منا كل الشكر إن قلت إن الدنيا فيها غير السياسيين الذين يملأون علينا خياشيمنا.
من في الدور؟ في رأيي المهندس كمال علي محمد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق