الجمعة، 15 يناير 2010

حجاج بالمال العام

كُتب في: 2007-12-02 الصحافة

في المدرسة الأولية درسنا أركان الإسلام والأركان الأربعة الأولى لم يذكر فيها استثناء، الشهادتان والصلاة والصوم والزكاة، وعند الركن الخامس شرط واضح حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا. وتوسّع العلماء في الاستطاعة، ولكن يهمنا هنا الشرط لماذا رغم أن الاستثناءات في الصوم والصلاة موجودة غير أنها لم ينص عليها في هذا الموقع إلا الحج لمن استطاع إليه سبيلا.
في كل سنة وفي مثل هذه الأيام يبدأ الناس في وداع أقربائهم من الحجاج، وفي الأرياف معلوم من سيحج هذا العام ومن أين له بمال الحج إما رجل مقتدر أو زوجة مقتدرة أو مغترب أرسل نفقة الحج لامه أو ابيه أو لهما معاً وهكذا.
غير أن هناك نوعاً من الحجاج يظل عرضة لألسنة الناس، وهم أولئك الرسميون الذين يحجون على حساب الخزينة العامة، أو النقابيون الذين يحجون من اشتراكات الأعضاء. طبعاً لكل جهة من الجهات التي ذكرنا، ملف مبررات محفوظ، وأنه يأخذ حقه مقابل خدمته للناس سنة كاملة ومن حقه أن يروّح عن نفسه بهذا الحج (الملح)، وأخشى ما أخشى أن بعضهم يحسب أنه يحج بالمال العام ليغفر الله له ذنوبه تجاه منصبه من تقصير وعدم عدالة، ومن محاباة وتضييع للمال العام مجاملة أو خلافه.. وأحسب -والله أعلم- أنه سيزيد ذنوبه ولن يغفر له الله.. وأخشى ما أخشى أن يكون مبرر بعضهم «يا أخي غيرنا زمان كانوا بيعملوا بيها حاجات بطّالة جداً».
حتى الآن، ما دام الخوف من الله لا ينقر قلوب الكثيرين دعونا نستخدم الشفافية مع حجاج الميري هؤلاء فقط في نشرة الأحوال الجوية أو دليل سفريات اليوم بعد أن تعدد استعلامات المطار؛ الطائرات الرائحة والمغادرة، أن تضاف فقرة: وكان من حجاج يوم أمس من الرسميين فلان من وزارة كذا، وفلان من ولاية كذا، وفلان من محلية كذا، وفلان من نقابة... وفلان من اتحاد...
صراحة ما يزيد الأمر إيلاماً، هناك من اتخذ الحج عادة كل سنة حاج وأحياناً يأخذ في معيته الأسرة كلها.. من يوقف هؤلاء عند حدهم؟! ماذا لو خرج قرار بأن يحج الرسمي مرة واحدة فقط من المال العام أو من ماله الخاص ليكون قدوة للمسلمين الآخرين، ولا يضيّقوا على عباد الله بتكرار الحج؟! ولقد سمعت الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله- يتحدّث عن عدم تكرار الحج وأبواب الخير كثيرة لينفق فيها ويتقرّب بنفقته إلى الله ويفرّج همّ مسلم قد يكون من رعاياه الذين يسأله الله عنهم وتحت رعايته..
(يا أخوانا البلد دي ناقصها ملك ولا شنو؟؟)..

ليست هناك تعليقات: