الخميس، 14 يناير 2010

المفاوضات القادمة مع متمردي الجزيرة!

كُتب في: 2007-09-05 صحيفة الصحافة

تقول العرب «لكل إنسان شيء من اسمه». ويقول الفكي عبد الرحمن -رحمه الله- عكس ذلك تماماً، قال «يسموها نفيسة وهي لا نفيسة ولا حاجة، ويسموه الفكي ويطلع ما فكي».
لذا يجب أن لا نرهق أولادنا باسماء الصفات حتى لا تكون عليهم عبئاً مثل ذكي، صادق، نافع، شجاع، ويكون الاسم عبئاً لا يستطيعون أن يعطوه حقه.
سمعنا بالإدمان وينتج عن كثرة ممارسة عادة معينة.. مِنْ الناس مَنْ يدمن الخمر، ومنهم من يدمن المخدرات، ومنهم من يدمن شرب القهوة -والعياذ بالله- منها جميعاً، ولكن قائمة الادمان ليست هذه حدودها، فقد تدمن الحكومة من كثرة تعاطيها للمفاوضات، قد تدمن المفاوضات، والغريب أنها لا تستعمل الطب الوقائي، وقديماً قالوا الوقاية خير من العلاج وأرخص.
أكثر المناطق هدوءاً هي الوسط والشمالية وأعني بالوسط هنا ولاية الجزيرة وبعض ما حولها، هذا الهدوء لا أحسبه دائماً، وقديماً قالوا: «احذر الحليم إذا غضب».
هذه المنطقة صبرت كثيراً على (تنقزة) السياسات الحكومية فوقها، فبعد أن كانت مطمورة السودان ودخريته صارت الزراعة فيها طاردة وما ذلك إلا لانصراف الجهد الحكومي عنها وتولي أمر الزراعة باسم الحكومة من ليس لهم في الزراعة الحديثة باع لا طويل ولا قصير. وإذا صلحت الزراعة بشقيها في الجزيرة سيصلح ما حولها التعليم والصحة والطرق.
سكت أهل الجزيرة طويلاً عطفاً على الحكومة وانتظروها لينفرج بعض من همومها لتلتفت إلى قضاياهم، ولكن تفاجأ أهل الجزيرة بأن الحكومة بعد أن أصابها بعض من انفراج أمني ومادي التفتت إلى غيرهم وزهدت فيهم وفي زراعتهم وأرضهم.
فإن هي تحدثت عن نفرة بيضاء وفَّرت التمويل لولاية الخرطوم، وإن تحدثت عن زراعة القمح وفَّرت تمويله للشمالية.
عندما يأتي الدور على الجزيرة تقدّم لهم البنك الزراعي وشيكان ليضاعفا من أرباحهما ويجعلان من المزارع ضحية وسوقا.
كل هذا مما يغضب الحليم، ويبدو أن الحكومة لا تعمل للجزيرة أي حساب وليست من أولوياتها، لا أدري منبع هوان أهل الجزيرة على الحكومة من أين جاء؟ ولماذا تصر الحكومة أن لا تسمع إلا بعد خراب الديار واستخدام القوة وتدخل الأجنبي؟
عاصم واحد، هو أن تمرّد أهل الجزيرة لن يكون بالسلاح الناري لأنها منطقة وعي، وهذا لا يعني عدم استخدام أسلحة أخرى!

ليست هناك تعليقات: