كُتب في: 2007-01-18 صحيفة الصحافة
لست ميَّالاً للكتابات السياسية المباشرة لكثرة الطارقين لها. وتحتاج لأدوات لا أملك منها الكثير أقلها مجالسة السياسيين وحضور مجالس نميمتهم في بعضهم البعض ولقد نهانا صلى الله عليه وسلم عن مثل هذه المجالس ولو ختمها أصحابها بكفارة المجلس.
ولكن الذي اضطرني للكتابة في السياسة خبر في (الصحافة) بعددها 4878 بتاريخ 13/1/2007م، مفاده أن شجاراً على المناصب الدستورية أطل برأسه بين حركات دارفور وكل جهة رفعت قائمة مرشحيها للرئاسة وكل قائمة تحسب أنها التي يجب أن يُسمع لها.
مثل ذلك عندي مثل أخوة تشجاروا في الورثة قبل أن يدفنوا أبيهم. كيف يتشجار سياسيو دارفور على المناصب وعماتهم وخالاتهم في خيام ومعسكرات وتقوم على اطعامهم الكنائس؟
أي منصب يحلو لعاقل وهذا مهره؟ وكل يوم يمر يفقد فيه المجتمع الدارفوري أخلاقاً، وتلاوة قرآن، وينشغل بهموم جديدة لم تكن في الحسبان لها من الآثار السيئة في المستقبل ما لها.
أن يتصارع مدمنو السياسة من الامدرمانيين في المناصب فذاك أمر مألوف فهم أس بلا السياسة السودانية، وتدهور الأطراف هذه التي لم يكونوا يعرفونها إلا أيام الانتخابات ولم يحفروا فيها بئراً ولم يمهدوا لها طريقاً معنوياً أو حسياً.
هذه الأطراف المهمشة -عُرف الفاعل أو ظل مجهولاً- يجب أن تعمَّر ويجب أن يقف على أمر إعمارها عقلاء من أبنائها. أما أن يستغل أبناؤها تهميشها ليصلوا به إلى الكراسي فلا فرق بين انتهازية هؤلاء وأولئك الامدرمانيين وبعض أحياء الخرطوم الشرقية.
كتبت قبل اليوم مقالاً بعنوان: (السياسي غير المحترم) وقلت أي مفاوض لا يحمل قائمةً باحتياجات منطقته أو ولايته، كم بئر يريد وكم مدرسة يحتاج وكم مستشفى ينقصه فهو طالب منصب ليس إلا. المواطن لا يهمه - كثيراً- من بنى المدرسة أو المستشفى أو من حفر البئر، ولكن يهمه عضم هذه الأشياء ونتائجها.
المواطن الذي اضطر لتطعمه الكنائس والمنظمات العالمية والأمم المتحدة سيزرف الدمع إن هو علم أنه بضاعة متاجر بها في الاتفاقيات وعلى قدر بؤسه يطلب المتاجرون به الكرسي الأعلى.
إن مواطن دارفور في انتظار أن يعود إلى قريته ولا يريد أن يرى النار إلا تحت قدره وداخل فرن الخبز ويريد طريقاً طويلاً يتواصل به مع الموانئ ليحج إلى بيت الله الحرام ويسبقه إلى ذلك الهدي السواكني كما يسمي أهل الحجاز الخروف السوداني طويل الذيل.
يا قادة دارفور كونوا قادة سلم وبناء، لنصدق أن قلوبكم على أهلكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق