كُتب في: 2007-01-10 صحيفة الصحافة
الأول: اسمع كيلو اللحم بي كم؟
الثاني: 14 جنيه.
الاول : بطل هظار
الثاني :وكمان الدولار بي جنيهين.
الاول :يعني مرتبي 400 ألف دولار؟
الثاني : مرتبك كم؟
الأول : مرتبي 800 ألف جنيه.
الثاني شيل كلمة الف بره وأقول ليك مرتبك بقى من الآن فصاعداً 800 جنيه.
بمثل هذه العبارات يبدأ الناس في سوداننا هذا اليوم حديثهم وهو اليوم الاول لتغيير العملة التي يطرحها البنك المركزي اليوم 10/1/2007 م. وسيدور نقاش طويل بين العامة الذين سيطرحون اسئلة كثيرة مرد معظمها الى كره الناس للحساب وعملياته منذ ان كان (فراق الحبايب) في المرحلة الابتدائية.ولكن بعد أيام سيعتاد الناس على هذه المسائل لسهولتها عند التطبيق.
وسيكون الامر سهلاً جداً على فئة كبيري السن الذين مازالوا يستخدمون كلمة جنيه طيلة فترة الدينار السابقة وكانوا يسمّون المائة دينار جنيه ويمدها لك بكل حزم على انها جنيه ولا يريد ان يغادر محطته تلك الى ان جاء يوم (صابر) هذا واعاد الامور الى نصابها حتى تبدو الارقام معتادة وسيركب الجميع من اليوم وصاعداً من نفس المحطة التي اسمها جنيه.
حذف الاصفار ليس جديداً في العالم فالعزيزة تركيا حذفت 6 أصفار مرة واحدة حتى لا يقدم الزبون للمطعم مليون ليرة لفطوره بل يقدم ليرة واحدة.وبنفس الطريقة بدلاً من ان تشتري سيارة بـ 30 مليون جنيه ستشتري سيارة بـ30 الف جنيه .
وستكون الارقام معقولة وسنركب المواصلات بـ 5 قروش وسنعرض سعر عملتنا مقابل الدولار في كل شاشات العالم بلا حياء 1 $ = 2,025 جنيه.
سيكون هناك (معصلجون) لعدد من الشهور يستخدمون العملة القديمة دينار ليقنعوا انفسهم انهم اصحاب اموال كثيرة ولكن للامر حدود وللمباراة (ميس) هو نهاية شهر يونيو وإلا سيشربون مقلباً ويرهقون انفسهم في الاستئنافات والجري لبنك السودان.
نعود للحساب كثيرون كانوا لا يكتبون الاصفار الثلاثة فاذا اراد احدهم كتابة خمسة آلاف كتب 5,000 ومد الاصفار الثلاثة خطاً مستقيماً هؤلاء لن يتعبوا بهذا التغيير أبداً. ونطقاً ما عليك الا ان تحذف كلمة الف اذا اردت ان تقول 600 الف جنيه فقل 600 جنيه ( هذا بافتراض ان كلمة جنيه ظلت سارية في افواه الناس طيلة فترة الاستخدام الرسمي لكلمة دينار التي لم تستخدم الا في الدفاتر والبنوك وايصالات الدولة المرورية والجبائية منها).
ستعود الارقام من اليوم وصاعداً أحلى ولكن دفعنا ثمن ذلك مبلغا ليس بالهين 150 مليون دولار 300 مليون جنيه جديد.
كان الله في عون القضاء كل سند ليس له تاريخ سيتعب صاحبيه الكاتب والمكتوب له وعلى المحكمة عِدِل.
اخيراً عزيزي القارئ كاتب هذا العمود ليس موظفاً في بنك السودان ولكنه مدرس رياضيات سابق اراد أن يشارك ( ممكن اشارك؟).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق