أحمد المصطفي إبراهيم
كُتب في: 2006-12-28 الصحافة
لست عاقاً،وسأقول اليوم في جامعة الخرطوم ما لم يقله مالك في الخمر.وما ذلك إلا من تراكمات كثيرة فجرتها زيارة لمعرض الإبداع العلمي الذي أقيم بقاعة الصداقة وانتهي يوم الخميس 14/12/2006 م وبالمناسبة زيارة قاعة الصداقة كانت بدعوة كريمة لزيارة معرض النخيل والتمر بدعوة من الأستاذة الناشطة ماجدة كمال.
لن أقف طويلاً عند النخيل ومعرضه ولم أشرب الشربوت ولكني أكلت عصيدة التمر وتذوقت بعضا من المعروض وما أكثره.وتذكرت قوله صلى الله عليه وسلم ( بيت فيه الأسودان ما جاع أهله) والأسودان هما التمر والماء وذلك كناية على اكتمال الفائدة الغذائية فيهما.
ووجدت نفسي مهرولا لمعرض الإبداع العلمي وحقا هو إبداع حقيقي :الاختراعات والتصاميم. في الساحة «حتم ذلك ضخامة الآلة المعروضة» تجد عمك الجزولي وآلة المولاص وسيرة ذاتية زاخرة وبراءة اختراع وصورته ووفاء لزوجته كبير.
وعند المدخل تجد شابا نحيلاً اسمه محمد الريح جاء من العزازي ضواحي المناقل وسيرته الذاتية من جملة واحدة الشهادة الثانوية، وقد صمم ركشة من المواد المحلية تعمل كما تعمل المستوردة وتزيد عليها متانة ولا مقارنة بين سعرها والمستوردة، كلفته 1300000 «مليون وثلاثمائة ألف جنيه«» والمستوردة بي 12 مليون أو هكذا قال.
وتدخل إلى صالات المعرض . وكل ما تقف أمام جناح تجد مبدعا أو مجموعة من المبدعين أضافوا للحياة جديدا أو حلوا مشكلة ميكانيكيا أو كهربائيا أو هندسة مدنية.
ولكن المدهش الذي جعلني أتذكر نكتة ذلك الذي دعوه إلى مأدبة فاخرة ورجع وسألوه ماذا قدموا لكم قال الرغيف وكده وكده. لم يعرف مما قدم له إلا الرغيف. لجامعة السودان جناح خاص أبدع المشاركون فيه إبداعا رائعا وأخص مشاريع تخرج علوم الحاسوب هؤلاء الرائعون بتعديلهم لبرامج أو ابتكار برامج جديدة تحل معضلة أو تجيب عن سؤال. مما يثبت القول أن جامعة السودان هي أولى جامعات هذه البلاد وليست جامعة الخرطوم في الوقت الذي تخرج فيه جامعة السودان المهندسين ومعظم العلوم التطبيقية ذات الأثر الواضح المباشر في الحياة لم تخرج جامعة الخرطوم إلا أطنانا من السياسيين قليلي الدسم كثيري الكلام قليلي الفعل.ولن يتهمني أحد بتهمة لأني تخرجت فيها قبل ثلاثة عقود تقريباً.
والذين لا يعجبهم هذا القول الجارح في الجميلة ومستحيلة فليقولوا لي عن أثر جامعة عمرها 100 عام في حياتنا.وليقارنوا أثرها بجامعة السودان منذ أن كانت المعهد الفني ومعهد الكليات التكنولوجية.
جامعة الخرطوم التي كان ترتيبها في العام الماضي أفريقياً 43 وعالميا 5528 ماذا ننتظر منها وماذا فعلت لتصحح هذه النتيجة؟
إن كان لهذه الدولة إستراتيجية فلترعى هؤلاء المخترعين والمبدعين خير رعاية وتنفذ ما صمموا تجاريا ولو بالتعاون مع أصحاب العمل لنبدأ الانطلاقة.ولا يكفي أبداً تقديم الشهادات والجوائز.
في الختام دعواتي لكل هؤلاء المخترعين والمصممين ولكل من وقف معهم وأخص جامعة السودان وعلماءها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق