الجمعة، 22 يناير 2010

الخدمة الوطنية وعذاب خلق الله

( اللهم لا تدخلني الفردوس لو كانت لها علاقة بحي فردوس الخرطوم) عادل الباز
( اللهم أسالك أن لا أتخرج والخدمة الوطنية هذا حالها) طالب جامعي.
كتبنا قبل اليوم ( 11/6/2006 م) عن الخدمة الوطنية وذكرنا بعض مآخذنا عليها.دعونا واخبرونا وفرجونا على ما يبذلون من جهد في تطوير الأداء الإداري المرتبط بالطلاب على وجه الخصوص يومها رأينا بداية شبكة ومعلومات سهلة التناول.قلنا الحمد لله ستفرج ولن يتعذب أولادنا وبناتنا من شباك لشباك.وكنت احسب ان سيتبع الشبكة إفادات عبر شبكة الانترنت كما بدأت كثير من مؤسسات الدولة تفعل لتقلل من كثرة التنقل من والى الخرطوم من مدن السودان البعيدة . وقلت بالحرف الواحد يوم كتبت عن رقي تعامل وزارة الصحة مع الأطباء عبر النت لا يعقل أن يأتي طبيب من كسلا أو المناقل ليسال الكورس متين أو التوزيع متين.كل هذا صار الأطباء يتلقونه في ثوان من الانترنت. ولا نظلم وزارة التربية والتعليم التي عرضت النتيجة على الشبكة وعرف 50 % من طلاب السودان نتيجتهم في ربع الساعة الأول.
وانتظرنا تطور الخدمة الوطنية، وقادتني قدماي في يوم عسر إلى شارع واحد وستين حيث يتجمع طلاب وطالبات السودان (لا حظ السودان) لأغراض شتى التجنيد ،التأجيل، خلو الطرف، وأشياء لست على علم بتفاصيلها.
المنتظرون من المرافقين أعدت لهم صالة ،من فوقهم سقف من حديد زنك وتنفث لهم المكيفات هواءها الساخن وأمامهم السيارات بعوادمها وركشات بأصواتها المقذذة وعوادمها النتنة.صراحة من أراد أن يسلق بيضا فعليه وضعه في صالة منتظري الخدمة الوطنية ويوفر الغاز.
قلت لا علاقة لهم بالمنتظرين لنرى بالداخل أصحاب الشأن.دخلت بعد أن مررت على حاجزين مدني وعسكري ويا لهول ما رأيت رمي جمرات، طواف إفاضة، نفرة عرفة، كل هذه الصور استدعيتها وأنا أشاهد جموع الشباب في النوافذ وعلى الكراسي والواقفين.
ترى كل ذلك لماذا لأن هناك أشياء مركزية لا تستخرج إلا من الخرطوم.تخيل طالب يأتي من نيالا او الأبيض او بورتسودان لان خلو الطرف مركزي.
قلت لمحدثي لا يقبل عقلي ما أرى إلا اذا كانت هذه الوراق لا يوقع عليها إلا رتبة المشير او الفريق أول وفيما دون ذلك يمكن أن نجد رتبة تقوم بالغرض في كل ولاية هذا إذا لم تقدم من خلال الانترنت ( عبيط أنت من خلال الانترنت والرسوم تمش وين؟؟؟)
ما دامت هذه الجبايات قائمة في معظم مرافق الدولة لن يهنأ مواطن بخدمة ولا تطور.
أقول قولي هذا واستغفر الله إن كنت ظلمت أحدا.ولكن إعادة النظر في أمر إدارة الخدمة الوطنية صار لازماً.

الوسط الاقتصادي أغسطس 2007 م

ليست هناك تعليقات: