الخميس، 14 يناير 2010

مهندس عزيز يكتب: كلبة للبيع

كُتب في: 2007-09-26 صحيفة الصحافة


كنت أستمع لإذاعة الـ(بي.بي.سي) البريطانية الملكية والهوية، والعربية اللسان، شدني خبر أحد إخواننا المصريين كتب إعلاناً كبيراً واختار شارعاً مشهوراً ورئيسياً ليعرض بضاعته، ولا يخفى أن مصر أم الدنيا يتقاطر عليها السواح وغيرهم من طالبي العلاج، حيث بلغت من التقدّم أحسنه ومن المنافسة أشدها والفيصل جودة الصنعة بالقراءة وحضور المؤتمرات حتى يواكب آخر ما وصل إليه التقدم العلمي في الطب، عارضاً بضاعة لا تبور أصلية ومن المنشأ.
العملاء قادرون على الدفع وبسخاء فحياتهم غالية والفلوس موجودة، لا مساومة ولا مفاضلة سوق سبقهم عليه إخواننا في الفقر أبناء آسيا سوق تجارة الأعضاء ليس أعضاء الأسرة يا راجل كيف تسمح لنفسك التفكير في أن يبيع أحدهم، فلذة كبده وثمرة فؤاده لا وألف لا، البيع محدد ومقفول في ذلك الشخص الذي تزوّج وأنجب وفتح بيتاً كان يفترض أن يكون في سعادة أبدية، ولكن دائماً تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. العيال كبرت وزادت مصاريفها وأعباؤها من التعليم والعلاج.
الراجل اتقفلت في وجهه كل أبواب الحياة المفتوحة والمغلقة خليها على حالها، واعتمد على نفسه في سد الفجوة في الكساء والغذاء أدناه في العلاج بالمراكز الصحية المدعومة إنها ليست مجانية يعني لازم يدفع وقرر بعد أن فشل في كل سياسات ربط الأحزمة وشد البطون... الخ، بكامل قواه العقلية وحالته المعتبرة اعتماد سياسة الاعتماد على الذات أن يبيع من أجزائه وأطرافه ما زاد عن الواحد المفرد على الأقل في البداية وخاصة أنها المرة الأولى أن يصبح تاجراً ويغير (الكارو الما نافع).
إنه لا يريد أن يتصرّف في فلذة كبده فله شريك لذا يجب أن يكون متحوّطاً فالقانون لا يرحمه ويا ويله من (ابو بتاعة). فقرر صاحبنا أن يبيع كليته على وزن ما خف وزنه وغلي ثمنه والملكية المحضة والسوق كالليل البهيم ورأيت فيه حال الكثيرين تحسده على جرأته وسرعة تصرّفه وحسن تدبيره لأموره الحياتية ويا عمي الأعمار بيد الله وما في حد وآخد حاجة معاه.. هيا كلنا لها ولا دائم إلا الدائم.. وحدوووه.
نوّرت لنا الدرب الله ينورها عليك لأنك أصلك من دنيانا مسافر نحن على الدرب ونعاهدك أن الراية لن تسقط أبداً فالحكم الديمقراطي ينتهي بالوراثة في كثير من الأحيان والحمد لله على كل حال فقد وهبك الله من الأعضاء ما يكفيك بقية حياتك فهناك العيون وأجزاؤها والأيدي والأرجل بأصابعها العشرين والكثير الكثير لن تحتاج لبيع حيواناتك أو تؤجر رحم الحاجة فخير ربنا كثير.
يا ولدي قم واكتب اعلانا تقول فيه «كلية للبيع» واضح ومقروء ويا حبذا الرسم التوضيحي المصاحب حتى يكفينا الله شر المستثمرين والكارثة أن الولد كتبها بنقطة واحدة. فتكالب أصحاب العيون الخضر يسألون إن كانت من فصيلة الوولف فقلت: (- O) تعطي كل الفصائل. عرفت أنهم يقصدون الكلبة وليس الكلية.. أولاد آخر زمن عذرناهم في الأجنبية وحتى المدرّس نفسه يخلط بين الغين والقاف وعينك ما تشوف إلا النور.
م. محمد أحمد محمد إبراهيم

ليست هناك تعليقات: