الخميس، 14 يناير 2010

الغناء بين جيلين

كُتب في: 2007-11-11 صحيفة الصحافة

في مكابرة بين جيلين ظهرت الست «طبعاً أم كلثوم» على الشاشة «ابيض واسود». وغنت «يا للي ظلمتوا الحب وقلتوا عليه مش عارف إيه . العيب فيكم ياحبايبنا أما الحب يا عيني عليه يا روحي علييييه».
قلت لبنتي التي كانت تشاهد في تلفزيون آخر تعالي يا بنتي وشوفي الست بتغني إيه؟؟ جاءت بعد رجاء. وسمعت أم كلثوم تغني في المسرح وكررت المقطع مرة ومرتين وثلاثة وأربعة وبين كل مرة يصفق الحضور وهم في كراسيهم بكامل أناقتهم بدل وكرفتات وقليلاً ما يشذ أحدهم ويصفق واقفاً من شدة الطرب.
سألتني بنتي مسرح أم قاعة محاضرات لماذا كل هذا الأدب؟
قلت :أنهم في حضرة أم كلثوم.
وتكرر أم كلثوم المقطع مثنى وثلاث ورباع. تصيح بنتي خلاص سمعنا وبعدين؟ التكرار لزوموا شنو؟
واضحك. وأنا اعرف أنها تشاركني سماع فيروز والكابلي.
بابا صراحة كان وقتكم رخيص.
رخيص غالي غناكم دا ما غنا دا إزعاج وبس كلمات ما في وموسيقى صاخبة وهبالات شباب.
صراحة تركت بنتي الست وذهبت لتلفزيونها لتشاهد ماذا ؟ لا ادري؟
دعونا نعترف أن من كلامها ما هو صحيح لماذا أغنية الأمس بالساعات ساعة، ساعتين وأغنية اليوم بالدقائق إن لم نقل بالثواني «لزوم المبالغة».
أما من حيث الكلمات، اقبل اليوم أغنية طويلة أبيات الشِعر ولكن أن «تمطمط» بالتكرار فلا داعي رضي عشاق الست أم لا «أين عبدون نصر عبدون ؟؟ له التحية. كما بدأ يكرر مقدمو البرامج الإذاعية كلما ذكر اسم شخص».
يمكنني أن اسمع أغنية في طول وروعة الود،جميلة ومستحيلة،آسيا وأفريقيا،اوبريت مروي،اوبريت المولد، «لم اسمع اوبريت الهندي كاملاً حتى الآن» ويمكنني أن اسمع ملحمة أكتوبر كعمل فني رائع، دون مناقشةٍ لما بها من معان سياسية تجاوزها الزمن.
كل هذه الاعترافات لا تمنع من نقد لاغانٍ تتمايل لها هذه الأجيال طرباً منها الساقط جداً والساقط فقط بمعايير جيلنا « عايزة تبقى خوة يا فلانة وتصيح فلانة عايزاها تبقى خوة يا فلان. في مياعة لا تفرق فيها بين جنس المغني والمغنية».
دعوهم يسمعوا ما يشاءون وهي فقاعات صابون سريعة الزوبان.

ليست هناك تعليقات: