الخميس، 14 يناير 2010

طبقية الصحف الخرطومية

كُتب في: 2007-09-10 صحيفة الصحافة

كنت اظن - وليس كل الظن إثم وإنما بعضه- لوقت قريب أن التباين في السودان اقتصادي بحت. لدرجة ان احد مفكرينا الكبار البروف الشيخ حسن مكي قال: في السودان «36» مليون منهم «6» ملايين يتونسون عبر الهواتف بـ « 3» مليارات دولار في السنة و«30» مليون آخرون لا يجدون ماءً يغسلون به وجوههم.
نعم التباين الاقتصادي كبير جداً، حيث البعد الحضاري بين الوسط والأطراف يحتاج إلى وحدات جديدة لقياسه.
مشغوليتي بالتباين في أنحاء السودان لم يزده إلا تباين الصحف صحف الخرطوم تحديداً «وهل هناك صحف إلا في الخرطوم؟ وهذا أيضاً من التباين». وفي الشهور الأخيرة خرجت علينا عدة صحف وبأشكال مختلفة وأهداف مختلفة وأحياناً بلغات مختلفة.
ولم يبق لصحف الخرطوم إلا أن تُصنف كما الفنادق «5» نجوم و«3» نجوم وهكذا. وصحف لطبقات فوق لا تهتم إلا بالثقافة والأدب والحوار السياسي والفكري كتابها كلهم «لست ميالاً للتعميم ولكني لا أجد حرجاً في هذا التعميم، وفي خاطري صحيفة واحدة ينطبق عليها هذا التعميم» كل كتابها لا تشكل المعيشة هماً لهم، وأمام أسمائهم حروف الدرجات العلمية، وإن حدثتهم عن معاناة الهوامش او الأطراف لا يفقهون كثيرا مما تقول. وعندما تتصفح مثل هذه الصحف تحس كأنك تتجول في حي من أحياء الخرطوم الراقية. ولم يسمعوا بالزراعة ومشاكلها، ولا بالجبايات ولا بهموم غمار خلق الله وتهدم المباني وغلاء الأعلاف وبوار الثروة الحيوانية.
وصحف خرجت لطبقة الشباب لا ترفع من همهم، بل تنزلت الى رغباتهم. ولا ادري هل هي استراتيجية مؤقتة ليتعودوا على القراءة، وتقدم لهم بعد ذلك في جرعات متدرجة أشياء مفيدة على قدر حلوقهم، تفادياً لوقوف اللقمة الكبيرة في حلوقهم.
اما صحف القطاعات وخصوصا صحف الرياضة، لا أفتي فيها بشيء، لأن بيني وبين الرياضة عداء قديم اورثني جهلاً بها الى يوم الناس هذا. ويوم أطلقت سؤالاً على مجموعة تشاهد مباراة في مكان عام، لم يضحك لنكتتي إلا رجل واحد، وكنت كأهل الكهف.
أتريدون السؤال الذي لم يضحك إلا واحداً لا مانع «قلت هل حارس الهلال هو سبت دودو؟»
من كانت هذه معلوماته عن الكرة، كيف يتحدث عن صحف الرياضة؟ أحمد الله بجهلي بها ليل نهار.
الصحيفة التي نعرفها كل من يمسكها يجد نصيبه فيها كالمطاعم، أما صحف الخمس نجوم..!!

ليست هناك تعليقات: