الجمعة، 22 يناير 2010

جريمة بلا عقاب

قد تسألني كيف؟ هل فرط القانون؟ وهل تفلتت منه جرائم رغم كل هذه المواد وبعض هذه المواد يحفظها العامة.غير أني أرى أن هناك جرائم كثيرة لم ينص عليها القانون أو دخلت في نصوص لم تذكرها بعينها وتحتاج إلى متخصصين ليبينوها.لا أتحدث عن الجرائم الحديثة التي تحدث عبر النت أو ما صار يعرف بالجرائم الالكترونية.ولكني أتحدث عن جريمة تزداد كل يوم وقوعاً (ولا من شاف ولا من دري) هذه الجريمة موضوع حديثنا اليوم ( اصبر شوية ح تعرفها ما تستعجل) في تزايد كما أسلفنا وهي من القبح بمكان ويزداد قبحها عندما يُعرف فاعلها ولسوء الحظ يفعلها على مرأى من الناس ولا يبالي.( يا أخي ما قلنا اصبر شوية ح تعرفها بعد قليل).
وعبارة (ما بتشبهك) يبدو أنها صممت خصيصا لهذه الجريمة وهي جريمة مزدوجة وضررها مزدوج ضرر بيئي وضرر نفسي.والمشكلة المجرم معروف وكل يراه يفعل في منكره ولا يستطيع أن يفعل معه شيء . لا تسيء الظن وتحسب أن له (ضهر) والعندو ضهر ما بنجلد علي بطنه.
الجريمة هي هذه البصات السفرية الراقية والتي تسمى سياحية وهي لا سياحية ولا حاجة إذ الذين بداخلها مواطنون يترحلون داخل بلادهم من مدينة لمدينة وليس بينهم سائح واحد. هذه البصات ترمي قمامتها على الطريق وهي عبارة عن أكياس بلاستيك وكاسات بلاستيك وبقايا طعام وأحيانا فضلات أطفال في حفاظات وتخلف وراءها منظراً مقرفاً وإفساد بيئة.
هذه من الخارج وحدثني أخ فاضل وقال إن ما تبثه أجهزة الفيديو داخل هذه البصات (السياحية) لا يقل قذارة عن قاذورات الطريق التي ترميها إذ يبث فيها أفلام يستحي أي أب أن يشاركه أطفاله رؤيتها والمصيبة لو كان عندو طفل من ذلك النوع الذي يسأل يابا ديل بعملوا في شنو؟؟؟
أليست هذه جريمة مجرمها معروف؟
من يمسكه؟ من يعاقبه؟ وتحت أي قانون؟ الجزء الأول البلاستيكي لولاية القضارف وحدها قانون يحارب البلاستيك ونقول ثم ماذا بعد القضارف.
علاوة على الأثر البيئي هذه الزبالة منظرها على الطريق مقزز والذي يحير أنهم يفعلونها نهارا مستعصمين بسرعتهم.
لمن نعطي أرقام هذه البصات التي توزع القذارة بشقيها الحسي والمعنوي؟؟؟؟
لا تقولي أشكو لغرفة البصات السفرية فقد فعلنا ويبدو أن لا هم لهم إلا التحصيل .
قد عرضنا الجريمة فأسعفونا بنص وطريقة نبطل بها هذه الحركات المتخلفة.

الوسط الاقتصادي يوليو 2007 م

ليست هناك تعليقات: