الجمعة، 22 يناير 2010

دمغة الجريح طال عمرها

إذا غوغلت - أي دخلت على غوغل في الانترنت – وكتبت كلمة دمغة الجريح ستجدها تكررت في الشبكة العنكبوتية 484 مرة هذا حتى الثلث الأول من يونيو 2007 وستدهش حينما تجد أنها سودانية خالصة ولا يشاركنا في هذه العبارة أحد في كل الناطقين بالعربية.
قرأت مرة للسيد وكيل الضرائب السابق الأستاذ عبد القادر محمد أحمد أنهم وافقوا على هذه الدمغة بعد تمنع شديد وتوصلوا إلى أن تكون لسنتين اثنتين فقط .ولكن هذه الجباية تدخل عامها العاشر أو عقدها الثاني. (يا أستاذ عبد القادر ما شفت ليك طفل مفطموم كيف يبكي).
هذا الجريح الذي تعلل به واضعو هذه الجباية كان أيام الحرب مستعرة بين الشمال والجنوب ( لا أعادها الله ).وأقاموا بها مستشفيات وعالجوا بها جرحى لا ننكرذلك.ولكن وكيل الضرائب عندما انتهى اجلها لم يستطع وقفها وهيهات فقد اصبحت مؤسسةلها فروعها ونقاطها وتدرحليباً ابيضاً يصعب فطام من شرب منه.ولكن الذين استمراوا هذه الجباية ولم ينظروا كيف غارت هذه الجباية جرحاً عميقاً في اقتصادنا.
ولزمن قريب هي إدارة منفصلة وزارة المالية لا سلطان لها عليها تبرطع خارج الموازنة تجبي كيفما شاءت وتصرف كيفما شاءت. هذه التشوه رغم كل ما سمعنا من (وكشف وزير المالية في تصريح خاص لـ"الصحافة"عن قرار لمجلس الوزراء بايلولة دمغة الجريح لوزارة المالية بدلا عن وزارة الدفاع وتحويل اسمها الى دمغة العلاج،على ان تخصص 75% من ايراداتها لدعم الخدمات الطبية للقوات المسلحة و25% للمالية.وقال الوزير ان هذه النسبة ستخفض تدريجيا لتؤول بكاملها للمالية خلال سنوات) الصحافة 24/12/2004 م

هل ما اقتطعنا من تصريح وزير المالية طُبق؟ لم نسمع بهذا التغيير حتى يوم الناس هذا. وقبل مدة أوقفت نقطة على طريق الخرطوم مدني صاحب دفار يحمل عليه بقرات من اللعوتة إلى الخرطوم وطلبت منه دمغة الجريح ولو لا لطف الله لجعل منهم جرحى يُعالجون عليها لا بها .ومازالت هذه النقاط باقية. أي دولة هذه التي يكسر قرار مجلس وزرائها شباب على الطرقات نهارا جهارا؟؟؟؟
ثم ألا تستحي وزارة المالية من ازدواجية الجباية هذه أليس هناك وزارة لصحة تُعنى بعلاج الجرحى وغير الجرحى أليس هناك وزارة دفاع تُعنى بكل ما يلزم الجيش لماذا اللعب خارج الميس؟؟؟
سؤال من يحسب الآثار السالبة لهذه الجباية المسماة دمغة الجريح على طرقاتنا وفي ثغرات البلاد وفي الأسواق ومن الناس إذا سأله الجباة دفع دمغة الجريح دعا بالجرح على كثيير من الجهات.
إلى متى هذا التفرد وهذه العبقرية الجبايية يا وزير المالية؟ كن قيماً على المال العام وضمد هذا الجرح النازف بالبتر.ولماذا لم تقل يوم زيادة القيمة المضافة زدناه 3 % وألغينا دمغة الجريح اليس هذا للمالية أربح وللطرقات والذمم ينظف.


الوسط الاقتصادي يونيو 2007

ليست هناك تعليقات: