السبت، 9 يناير 2010

( أنت مزارع محور وراثياً)

في قاعة جميلة بوزارة الزراعة عقدت النهضة الزراعية بالتنسيق مع هيئة البحوث الزراعية ورشة عمل السلامة الحيوية المتعلقة بالتقاوي والمنتجات المحورة وراثياً.
حضور الندوة الشيخ إبراهيم احمد عمر وزير العلوم والتقانة وصاحب العرس عبد الحليم المتعافي وزير الزراعة والغابات وصاحب الدعوة عبد الجبار حسين أمين النهضة الزراعية وصاحب الجلد والرأس – كما يقولون – ب. ازهري حمادة مدير هيئة البحوث الزراعية وعدد من العلماء كبير تتقدمهم الألقاب العلمية من بروف ودكتور غير إني رأيت ( ود احمد) الشخص وليس الذرة لأول مرة حفظه الله وقانونيون وإعلاميون ومزارع واحد ( هو كاتب هذا الموضوع).
التحوير الوراثي في ابسط صوره هو أخذ خصائص منتج إلى منتج آخر لينتج مولود جديد خال من عيوب كانت تقلل إنتاجيته مثلاً أو شكله أو تماسكه.مما يعتبره بعضهم انه تغير لخلق الله ويخافون من آثار سالبة مستقبلاً ولذا يرفضونه.وآخرون يعتبرونه مكسب سيشبع الجياع ويوفر الغذاء.
هدد البروف حمادة من أن تأخر القانون وتأخر تسجيل محاصيلنا سيجعلنا في يوم لا نستطيع زراعة منتجاتنا إلا بعد إذن بمقابل مادي من الذي سبقنا بتسجيلها عالمياً.
( تخيل نذهب وندفع رسوم مقابل السماح لنا بزراعة ود أحمد في ترعة اللعوتة .أما استعمار جديد واستضعاف)
الموضوع شيق ومعقد ومثل الخمر والميسر فيه منافع للناس وإثم, رغم تنبيه البروف ازهري حمادة في عبارة لا تخلو من تناقض حيث قال : لا للا . أي طلب من الحاضرين ان لا يقولوا لا لهذا القانون في حين أباحها لنفسه.
الشيخ ابراهيم احمد عمر تبنى الخط التاصيلي وخاضعا كل شي للدين. آخرون تبنوا بل بنوا مشروع القانون على اخذ الامور بالقطاعي مسالة مسألة case by case بان يفتي خبراء في كل مسألة لوحدها. غير ان المتعافي سجل ملاحظة هامة وتخوف بأن يأخذ الموضوع الواحد عبر هذه الطريقة عدة سنوات.
صراحة طوال حديث الخبراء والعلماء كنت أفكر وأعود بذاكرتي إلى أيام جامعة الخرطوم في السبعينات حيث كانا نعيش في تناقض عجيب من حيث الأفكار والمعيشة طوال الأسبوع ونعود يوم الخميس ونجد الراكوبة والزير والبقرة المربوطة في انتظارنا.
هؤلاء العلماء في واد وواقع الزراعة في واد آخر . وهذا ما جعلني أرسل قصاصة للبروف حمادة ( أليس للمزارعين فرصة؟) وقد تكرم بمنحي الفرصة الأخيرة وعندما وقفت قال مداعباً بالله أنت مزارع؟ أنا ابحث عن شخص عليه عمه كبيرة.وقال العبارة عنوان هذا المقال. ونسي البروف أن جيمي كارتر مزارع.قلت : الفجوة كبيرة بين التنظير والتطبيق واقع زراعتنا بعيد عن تنظيركم متى تنزلوا هذا العلم لأرض الواقع؟ قادم انا هذا الصباح من الحواشات نفس المزارع على حماره عشرات السنين وإنتاجه من الذرة بضع جوالات ، وبضع قناطير.
الأخ وزير الزراعة المتعافي ختم الحديث بعمليته المعهودة حيث قال: الشريعة تطالبنا بتغليب المصلحة والضرر وضرب مثلاً بان اللحوم بها ضرر من منكم تركها؟ وبعض الفول السوداني مضر هل تركناه؟
هذا بلد مليء بالعلماء ولكن!!!

صحيفة الاحداث يوليو 2009 م

ليست هناك تعليقات: