الأربعاء، 6 يناير 2010

وبقيت القيامة

اول مرة اركب فيها البنطون كان في 1963 أو 1964 في رحلة مدرسية لزيارة مصنع سكر الجنيد ونحن تلاميذ في بداية المرحلة المتوسطة.كان مصنع سكر الجنيد في ذلك الوقت كسد مروي الآن.غير ان الرحلات كانت على حساب المدرسة.
ما كنت وزملائي ندري انه مكتوب علينا أن ندرس الثانوي في رفاعة ونحن أبناء الجزيرة في وقت كانت الثانويات فيه أندر من لبن الطير وركبنا البنطون أربع سنوات ( يا أولاد الزمن دا ما ربتنا سنة ولكن كان الثانوي أربع سنوات) وكان يزين ضفة النيل الأزرق من جهة الحصاحيصا مجمع أكشاك جميلة تحت أشجار ظليلة والمسجلات. ووقتها كان من له مسجل كأنما له تكنولوجيا العصر كلها ومع نغمات المسجلات كانت هناك اختراع العصر خلاطات الفواكه ومن يشرب منه بقرش او قرشين يكون كمن ملك الدنيا بحذافيرها.
صراحة بحكم الشباب لم نكن نخاف ركوب البنطون. ويبدو ان الخوف في تناسب عكسي مع نمو الخلايا كلما كبر العمر زاد الخوف وماتت الخلايا.
مدخل طويل ما مناسبته؟
غداً بإذن الله يفتتح الرئيس كبري رفاعة الحصاحيصا وينهي معاناة طويلة مع البنطونات والرفاسات والمراكب التي لم نتشرف بركوبها.ليس جديداً على الرئيس افتتاح الكباري ولكن الجديد الإنشاءات الكبيرة على ولاية الجزيرة فقد نسيت الإنقاذ ولاية الجزيرة وكأن لسان حال الإنقاذ يقول: خلي أخواتها يصلنها!! وكأن الخرطوم ليست من أخواتها.
عندما زار الرئيس رفاعة كان اهل رفاعة أذكياء جداً ومشتاقون للكبري الذي يحلمون به منذ زمن طويل فقالوا للرئيس اثنان نسمع بهما ولم نرهما القيامة وكبري رفاعة.كتبت في نوفمبر 2007 موضوعاً بعنوان وبر الرئيس بقسمه اقتطف منه (ما هذا يا ربي؟ هذا كبري رفاعة الحصاحيصا وصار حقيقة ماثلة قبل يوم القيامة.( يوم زار الرئيس رفاعة قال له أهل رفاعة شيئان نسمع بهما ولم نرهما القيامة وكبري رفاعة) فما كان من الرئيس إلا أن اقسم بالله ثلاثة أو بقسم آخر لا داعي لتفشيه ونشره لعدم شرعيته ( من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت) أقسم بأن كبري رفاعة سينشأ. وما على أجهزة دولةٍ اقسم رئيسها أمام الملأ إلا التنفيذ.
غداً بإذن الله يفتتح الرئيس كبري رفاعة الحصاحيصا كرائد لم يكذب أهله. وستقوم تنمية جديدة عمادها الربط بين شرق الجزيرة وغربها ويا له من يوم سيحفر في الذاكرة على الأقل ذاكرة اهل هذه المنطقة. وحسنا فعلوا بحيث يكون يوم السادس والعشرين من مايو حتى لا يختلط بمايو الثورة (ان ثورة 25 مايو الظافرة كما كان يقول النميري).
نبارك من قلوبنا كل كبري وكل طريق في هذا البلد الحدادي مدادي. وتهنئة خاصة للهيئة القومية للطرق والجسور. وما بقي لأهل رفاعة إلا القيامة.
الاحداث مايو 2009 م

ليست هناك تعليقات: