السبت، 5 ديسمبر 2009

مالية ولاية الجزيرة وإذلال المدرسين

حادثة:
في قسم من أقسام المرور مختص بترخيص السيارات يهرب إليه المواطنون من غلاء ترخيص الخرطوم. في ذلك القسم طلب منا الشرطي أن نخرج ونحضر من الشباك واختار لنا الشباك المقابل للشمس والشمس يومها حارقة والنهار نهار صيف.طلب ذلك رغم أن هناك صالة واسعة في الجهة المقابلة وبها مراوح وكراسي.واحترت في طلب الشرطي وما هو إلا صلف سلطة واستهتار بالمواطن.ذهبت إلى الرائد مدير القسم وشرحت له طلب الشرطي واستغرب أيما استغراب وأعاد الأمور لنصابها وجمعنا في الصالة ذات المراوح.

(أحلام ظلوط ) من مقولات الإمام الصادق المهدي المشهورة في وصفه للبترول.
وأحلام ظلوط لمن ينتظر من وزارة مالية الجزيرة تطوراً في طريقة صرف الرواتب.
قبل عدة شهور طلبت من الأخ وزير المالية بولاية الجزيرة أن يطور طريقة صرف الرواتب وحوسبتها بدلاً من هذه الطريقة العقيمة غير الآمنة وهي أن يخرج الراتب من المالية إلى المحلية إلى الوحدة الإدارية وهو محفوف بالمخاطر.وعددت له مزايا إنزال الرواتب في حسابات او عبر شيكات مخيراً كل عامل في الطريقة التي يصرف بها راتبه. وقد أبدى حماسا لهذا المقترح.
ولكن !
نفاجأ في هذا الأسبوع بان يُطلب من العاملين – وجلهم من المدرسين – الحضور الى رئاسة المحلية لصرف رواتبهم ولك ان تتخيل آلاف المدرسين يتكدسون أمام شباك واحد أو شباكين،ليصرفوا رواتبهم مهما بلغت بهم المثالية والأدب ولكن ظروف السفر والأمطار وبُعد المدارس كلها منغصات تجعل المُرضع منهن والحامل تستعجل صرف راتبها.
ولك أن تتخيل كيف عاملهم الصراف تخيل ألفاظ مثل (يا رعاع ) تُقال لمربين ومربيات فاضلات.( وفكة ما في لا تنقطع من لسان الصراف. دا جاء يعمل check ولا يعمل كرب؟)
سألنا قالوا: هذا ليس دائما ولكن مرة او مرتين في السنة للتحقق (to check) أي ليتحققوا من أن العاملين على قيد الحياة. يا له من منطق ويا له من علاج؟!!!!
آلاف الناس يحضرون لمكان واحد ليراجع رجل واحد وجودهم من عدمه؟ أليس من الأوفق أن يمر الصراف على المدارس مدرسة ،مدرسة كسبا لوقت المدارس المحسوب بالحصة بدلاً من حضور كل المدارس لسعادته وتخلو المدارس من المدرسين ويسيح الطلاب في المدارس او الشوارع كل هذا ليتحقق مندوب المالية من حياة وموت العاملين؟!!!!!!!!!!
ما ارخص الإنسان في نظر هؤلاء الفراعنة.
وبهذا المنطق اقترح على بروفسير عوض حاج علي مدير الإحصاء القادم أن يطلب من كل السودانيين الحضور إلى رئاسة الإحصاء ليحسبهم ثم يعودوا إلى منازلهم. يعني شنو كلهم 36 مليون رعاع.
يوليو 2007 م

ليست هناك تعليقات: