السبت، 12 ديسمبر 2009

التجارة الداخلية قبل الخارجية

اشعر بدمي كله يجري نحو راسي وان شراييني لا تحتمله و يغلي دمي في عروقي يوم اسمع احدهم يتحدث عن الترتيبات التي تجري ليدخل السودان إلى منظمة التجارة العالمية ، ويزيد الغليان عندما يتحدثون عن عضوية السودان في الكوميسا وعندما يبحثون في سوق عربية للتجارة العربية العربية.
هل وقف احد هؤلاء المتحدثين على مصائب التجارة الداخلية وهل وقفت الدولة كلها على ما يجري داخل السودان وكيف تتحرك سلعنا من مدينة إلى مدينة أو من المزرعة إلى السوق وكم من العراقيل يقف أمام هذه التجارة.
أيها الناس صار كل من يستطيع الحركة تجارة أو نقل أو أي نشاط يتطلب حركة من مكان لآخر يده فوق قلبه ويحسب عشرات العراقيل التي ستعوق حركته نقاط بلا حصر وفنون ومسميات تحتاج مراجع وقواميس ليفهما الرجل العادي .
في طريقك للسوق نقاط الضرائب ادفع ضريبة المركبة : ترد يا قوم هذه سيارة خاصة ولوحاتها بيضاء لا ضريبة عليها . يأتيك الرد: بطل حركات نحن عارفين أنت شايل فيها حاجات بالأجرة . وتدفع الضريبة مكرها أو تحجز وسيلة نقلك . بعد قليل تقابلك شرطة المرور عربية خاصة وشايل فيها شوالات ؟ مخالفة مرورية ادفع 30 ألف ؟ تحلف بالله وبمن خلقك وخلق شرطة المرور أن ما على ظهر هذه الآلة هو خاصتك وليس مستأجر وهؤلاء الناس الذين عليها هم أقاربك ؟ لا مجيب 30 ألف يعني 30 ألف ؟
ونفس شرطة المرور تستوقفك كل 20 كلم لتثبت عدم مخالفتك وتبدأ تبحث عن سبب لتغريمك مثلاً الزجاج فيه شق ادفع 30 ألف . طيب يا سادتي الشق طوله 5 سم وفي أقصى اليمين وهذا لا يعيق القيادة ادفع 30 ألف وبطل كلام كتير .هل هذه مخالفة مرورية؟ اعرف أن المخالفة المرورية هي أن تقود باستهتار أو تقطع إشارة مرور أو تكون سيارتك غير مرخصة .
نقاط أخرى دمغة الجريح ، مكافحة التهريب ، الطرق والجسور الولائية الاتحادية وهلم جرا
لا مفر إن أنت دخلت أي سوق تجد متحصل السوق يقف بالمرصاد ويزيد من الرسوم كما يشاء فهو اشترى السوق من المحلية أو الوحدة الإدارية ويتبعه شرطي وما عليك إلا التنفيذ واللعن والشكوى لله .
التجار بين الضرائب ورسوم النفايات والعوائد والرخص التي فيها من الدعومات ما فيها وكل يوم هم في حالة دفع جديد ودعم جديد .
وبالمقابل التجارة كل يوم في كساد ونكد والوظيفة كل يوم في إشراق من كثرة مخصصاتها التي تأتي من جيب السوق وبعد قليل سيصيب التجارة الشلل ولن يجد الموظفون من امتيازاتهم شيئاً.
لن نستفد من الكوميسا ولا من التجارة الخارجية إن كان هذا حالنا الداخلي ها هي الشقيقة مصر تستفد من الكوميسا وتغرق أسواقنا بعشرات السلع - وتستاهل – ونحن لا نستطيع أن نقدم لها أو لغيرها كثير شيء نسبة لسوء وكثر عراقيلنا الداخلية . متى نتحرر من الداخل ونشعر بالأمان من أجهزة الجباية في دولتنا ونسوط السودان بالطول والعرض لا نخاف إلا الذئب على غنمنا ؟؟؟؟؟
عن حرية التجارة والحركة نبحث لا عن حرية الربربة والطربقة التي اطلت برأسها و لم تفدنا قط
لا أجد تشبيهاً لهؤلاء الذين يتحدثون عن منظمة التجارة الخارجية إلا كرجل يتحدث في المجالس عن الأخلاق والمُثل وبيته يفرخ الراقصات.
سبتمبر 2007 م

ليست هناك تعليقات: