سعيدة:تعبتك معاي يا أختي
نهى: عيب يا سعيدة دا واجبي
سعيدة : وأنتي ذنبك شنو كلو يوم تتأخري معاي؟
نهى : سعيدة ما تقولي كده حاكون معاك بنفس سرعتك لما تتخرجي
سعيدة:طيب بكرة الامتحان حقو نقوم بدري علشان ما نتأخر بالطريق.
في صبيحة اليوم التالي يغلب النوم نهى وسعيدة ذات الاحتياجات الخاصة (ولا نقول المعوقة) وتصحوان قبل الامتحان بخمس دقائق والداخلية بعيدة عن الكلية
سعيدة:حلفتك امشي خليني علشان ما يضيع علينا الامتحان الاثنين
نهى:والله ما أفوتك شبر (وتبكيان وليس في مقدورهما إلا البكاء والإيثار).
ويأتي الصندوق القومي لرعاية الطلاب ويحصي ويقف على الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة وبداية حل أي مشكلة الإحصاء. بجامعاتنا 61 من ذوي الاحتياجات الخاصة يتعثرون في المشي . الحركة عندهم عائق يقف أمام تحصيلهم ومساواتهم بإخوانهم،منهم من استعان على ذلك بالعصي ومنهم من استعان على ذلك بدراجات بدائية تدفع بجنزير يحرك باليدين يستهلك وقتا وجهدا.ومنهم من استعان بآخر ليدفع له دراجته أو كرسييه.
لكل مشكلة حل إذا وقف عليها رجال يرجون من الله أجراً.بدأ الصندوق برنامجا بإعطاء كل معوق دراجة نارية تمشي على ثلاث عجلات وذات تصميم خاص يُمكّن ذو الاحتياجات الخاصة من تشغيلها بأزرار وعصا.كلفة الدراجة الواحدة أربعة ملايين وثمانمائة ألف جنيه. وزع في الدفعة الاولى8 دراجات والثانية15 دراجة وبالأمس الدفعة الثالثة 20 دراجة وبقي في الانتظار 18 من طلابنا يحلمون بيوم يمتلكون فيه وسيلة حركة مواكبة لتقانة العصر.
في حفل التوزيع عُرض علينا فيلم من أقصى الشمالية فيه الطالبة سعيدة تمشي بيديها في الرمال منظر يقطع القلب ( صوّره ووقف عليه صديقنا المبدع خليفة حسن بلة) وفيه طالب جاء من الفشقة على الحدود الأثيوبية ليدرس في جامعة دنقلا ويمشي على عصاتين ولك أن تتصور حركة الطالب والعصي وما يلاقيه.تغير حال سعيدة وعمت الفرحة أهل قريتها كلهم وشكروا الذين قاموا به شكراً ريفيا لا يعرف إلا صدق القول.
بقي 18 ينتظرون حظهم من هذه الدراجات النارية وفاعلي الخير في بلادي كثر إذا نعلو إبليس . عندما يشتري احد أغنياءنا BMW أو مرسيدس وقبل أن يدخل في برنامج الإكسسوارات فليتذكر أن هناك طالبا في عمر أولاده يحتاج دراجة خاصة وليتركها بلا إكسسوارات ويتصدق بحقها ليومٍ (لا والد يحنو ولا أم تلين).وهؤلاء المسئولين الذين يوفرون السيارة والسيارتين لخدمات الأسرة غير السيارة الأصلية فليتنازلوا عن بعض مخصصاتهم لبرنامج دراجات المعوقين.
تقبل الله من الصندوق القومي لرعاية الطلاب وديوان الزكاة وكل من ساهم في هذا المشروع المبارك باذن الله. وهذا هو الفرق بين الرعاية والدعم (اسم الصندوق القديم صندوق دعم الطلاب).
بريد:
شكرا لكل الذين أرسلوا لنا رسائل وكما ترون هذا العمود ثلاث مرات في الأسبوع وسنخصص واحدة منها بين الحين والآخر للمشاركات. اخص بالشكر الأستاذة عائشة من بركات والتعليم همنا جميعاً بلا جندرة.
يونيو 2007 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق