بعض الكتابات ومعها النقاش الخاص يتحدث بإحباط شديد وكأن البلاد في أسوأ حالاتها وهذا ما يختلف عليه الناس كثيرا . اختلاف السياسيين وإحباطهم وأفراحهم الحزبية ومكائدهم السياسية يجب أن لا تسري في عروق كل الشعب.أنظر أمامي للطريق العام وأجد مئات الحافلات والبصات تسير سيرا عادياً وألتفت للأسواق وتجدها ممتلئة بالباعة والشارين ، أنظر لمقاعد الدراسة في الجامعات والمدارس وكلها كالمعتاد تقريباً،انظر للمستشفيات مليئة بالمرضى والمعالجين.أما عن الزراعة فدون طموحاتنا قد نشارك في الخوض في نقدها ولكن ليس بالإحباط.الصحف والقنوات هي التي لا تبشر بخير.
من أين جاء الإحباط؟وحديث الناس عن تدهور الحال؟
بالأمس كنت استمع لصاحب محل كمبيوتر وأمامه لاب توب ومحله مليء بالأجهزة حتى بابه مما يدل على أنه في أحسن حال ولكن عندما بدأ يتكلم عن حال البلاد بعد أن اختلفت معه أن البلاد ليست بهذا السوء الذي يقوله. قال بالحرف الواحد ليس أسوأ من هذه البلاد إلا الصومال. يا ربي من أوصل هذا لهذه المرحلة؟
قطعاً الإعلام الذي لا يعرف إلا أخبار السياسيين المتناحرين بلا انتخابات، ما بالك إذا شمت هذه الأحزاب رائحة انتخابات؟؟ أكرر رائحة حتى الآن؟
يا سادتي الكلمة أمانة نعم هؤلاء السياسيون احتكروا كثيرا من الإعلام وكثير منهم لا يرعى في هذا الوطن إلا ولا ذمة ومصلحته فوق مصلحة الوطن – ولهم يوم – وقد تضاءلت مصلحة الوطن الذي اختزلت في مصلحة الحزب وهذه قُزمت في المصلحة الخاصة ورغم ذلك نطمع في ان يكون بينهم عقلاء ظاهرين او مستترين؟
هذه البلاد بألف خير لو علا صوت العقلاء على هؤلاء الساسة الذين شغلوا الإعلام بكل أنواعه.
في رأسي عدد قليل من عقلاء السياسيين (بالمناسبة أليست السلطة مما يُسكر؟ وهل السكران عاقل؟ انتظر إجاباتكم على اليميل) عقلاء السياسيين ليس شرطا أن يكونوا من التنفيذيين ولكن التنفيذي يجب أن يكون خلفه تيم من عقلاء السياسيين الناصحين المتخصصين ويجب أن يأخذوا بمشورته حتى لا نفقد وطنا كاملاً بتناحر باقان ونافع وأمثالهم ممن لا يحسبون للكلمة حساب.( أما ذلك الذي ليس في العير ولا النفير فلا داعي لضرب مثل به حيث لا شبيه له وسيظل عرماناً).يجب أن يحسب المتناحرون السياسيون بأنهم قد يفقدوا وطناً ولن يجدوا ما يتناحروا عليه.ونحن في مركب يجب أن نأخذ بأيدي الخارقين ونمنعهم من خرق المركب.
رغم قلة عدد عقلاء السياسيين في راسي ولكن لن اضرب مثلاً باسم وأسال الله أن يخيبوا ظني ويكون أكثر مما أعرف وأن يكون لهم دور يبين قريباً ويزيل عن هذه الأمة هذا الإحباط الذي بدأ يضرب نفوس بعضها وحتى لا يسري في جسدها سريان السرطان.
قال صلى الله عليه وسلم )تفاءلوا بالخير تجدوه)
صحيفة الحرة ديسمبر 2009 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق