الأحد، 13 ديسمبر 2009

عيد بلا شرطة مرور سريع

وسأظل أكتب عن شرطة المرور.
ما أجمل العيد - رغم هذا العمر – نفرح بالعيد ولكن ليس كفرح الصغار فرحنا من نوع آخر. رغم كل صيحات المتشائمين والناظرين لنصف الكوب الأعلى إلا أن الحياة تمضي في تطور طبيعي لا ينكره مكابر.نعم الطموحات مشروعة ولكن يجب ان لا نجحد ما بين أيدينا.
طريق الخرطوم مدني في عصر هذا اليوم – الاثنين – كأنه شارع داخل مدينة من الاكتظاظ بالسيارات والحافلات والبصات وغيرها من المركبات لدرجة يصعب التخطي معها مما يدل على أن تطورا اقتصاديا كبيرا قد حدث دعونا نختلف في طريقة توزيعه ولكن أن تجد كل هذه المركبات وقودها دون مشقة فدليل خير لا ينكره حتى المكابرين ومنهم من يقول مبالغاً 90 % من هذه السيارات سيارات حكومة أو حكوميين.
ومما أثلج الصدر خلو الطرق من دوريات المرور السريع مما جعل الناس أحراراً يغدون ويروحون بنفوس منشرحة والحمد لله لم نر ولم نسمع بحوادث طرق مما يجعلني أدخل في تحدي مع إدارة المرور بأن تخرج لنا إحصاءات الحوادث في وجود الشرطة وعدمها لنقارن وبعدها نثبت أن السلامة ليست كل أجندة هذه الدوريات بل الجبايات هي الهدف الأول. إذ المعروف أن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم تقيد بنص. وبنفس القياس كل من على الطريق هو صحيح ما لم يثبت العكس عندها تطبق فيه القوانين إذ ليس من المعقول أن توقف سيارة تسير بالسرعة المنصوص عليها وتتبع كل قواعد المرور لتسال سائقها عن أشياء أخرى رخصتك، نعالك ، تفتيشك، ألا تريد التحقق من سلامة الطريق، الطريق سليمة لما الأسئلة والتوقيف؟؟ عندما يخطى المخطي يتحمل كل العقوبات والتي يجب أن تكون هي الحافز لفعل كل ذلك ،من الأذن بالسواقة ممثلاً في الرخصة وسلامة المركبة ممثلاً في ترخيصها وسلامة الآخرين ممثلاً في التأمين.
حتى نصل الى مواطن يحترم وطنه بقدر احترام الوطن له، أما إذا أصررنا على لعبة القط والفار بين الشرطة والمواطن فهذا فشل مستمر وعائده سالب جداً.
كان عليّ أن أحيي شرطة المرور السريع على خدمة ( التطويف) التي تمارسها عند العيدين ولكن الغبن الذي تُحدثه هذه الشرطة في النفوس والتعسف الذي يمارسه أفرادها مع السائقين ( ومعهم حق لهم فيما يجمعون 20% في أغرب حالة) وتتبع في سبيل زيادة دخلها كل السبل والعيب في القانون واللوائح وليس فيهم وحدهم.
لو لا خوفي من (الصوملة) لقلت خلونا في عيد دائم.
صحيفة الحرة ديسمبر 2009 م

ليست هناك تعليقات: