الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

هل نحن أمة منقرضة؟

تشكو دول العالم الأول بل تدفع ثمن حضارتها غالياً وذلك في عزوفها عن الزواج وتكوين أسرة الذي لا داعي لنفقاته وتحمل مسئولياته ما دام أشياء كثيرة متاحة بزواج أو غيره، حتى المتزوجون منهم يخافون من مسئولية الأبناء ويكتفون بطفل واحد أو اثنين مما جعل معدل النمو منحدراً جداً عندهم ويقال أيما أمة معدل نموها اقل من 2,1 % فهي أمة مهددة بالانقراض.
طبعا ليس لهم سنة من رسول يتبعونها ولا قانون يجبرهم على التكاثر.الحمد لله على ما نحن فيه من خير ( تكاثروا إني مفاخر بكم الأمم).
غير أن انقراضا آخر يتهدد الخدمة المدنية في السودان بحيث كل إداري يصل سن المعاش يحدث فراغاً خلفه ( هذا إن مشى ولكن معظمهم يتحايل على التمديد بالمشاهرة أو التعاقدات الخاصة) وذلك لعدة أسباب أولها عدم وضوح الخطط وعدم وجود أو تطبيق لوائح الخدمة المدنية، التدريب أثناء الخدمة شبه معدوم اللهم إلا ذلك المربوط بالسفر والانتدابات وللكبار فقط، كل من جلس على منصب كنكش فيه ولم يطور ولم يدرب من بعده حتى يظل هو المفتاح السحري للموقع لا يعمل إلا بوجوده.وسمعت من إداري كبير أن بعض الإداريين في فترة إجازته يقفل كل ما يليه من أدارج ويحمل مفاتيحها بيده إلى أن يعود!!!! وسمعت أن بعض المتعاقدين بالمشاهرة من المكنكشين الذين تحتاجهم إداراتهم لعدم تدريبهم من بعدهم يحتلون المنصب الأول كما كانوا وهذا ضد القانون الإداري الذي لا يسمح بتولي المتعاقد بالمشاهرة بعد المعاش منصبا قيادياً.
جمعني مجلس بنخبة من خيرة مدرسي المنطقة يعملون الآن في مدرسة خاصة بعد سن المعاش كانوا يتكلمون بحسرة على واقع التعليم والمعلمين اليوم ويبكون على أيامهم، رغم أني خريج كلية تربية كانت ممتازة وعملت بالتدريس زمناً لكني لم أشاركهم في المناحة وقلت لهم كم دربتم من الأجيال التي جاءت بعدكم؟؟ الوضع الطبيعي تمليك الخبرات لمن بعدنا وكل جيل يجب أن يكون أفضل من الذي مضى بحكم تراكم الخبرات والتطور في كثير من مناحي الحياة.
لا يوجد تعاقب أجيال بالمعنى الحقيقي في الإدارة في هذا البلد يا سيادة الوزير ألسون مناني مقايا والمنتظرون من الشباب على الرصيف بمئات الألوف واستعمار مدني محلي يسيطر على الخدمة المدنية.
بهذه الطريقة إما أن تنقرض الخدمة المدنية أو يحتلها عواجيز لا يعرفون إلا أنفسهم ويبدو لي أن كثيراً من تخلفنا يكمن في سوء الإدارة أو الجهل بها أو الاثنان معاً.
من ينتصر للخدمة المدنية؟؟
الحرة 20/12/2009 م

ليست هناك تعليقات: