ما أن تظهر نتيجة الشهادة الثانوية إلا وتنشغل الأسر زمناً في مصير أبنائها وأين يذهبون؟إلا أن نفراً كثير يكون قد حقق ما يريد ولا يزعِج ولا يُزعج.وعلى أيامنا كان هناك العشرة الأوائل وتطور الأمر طرديا مع عدد الممتحنين وصارت المائة الأوائل.
مائة هذه السنة كان (24 ) منهم من مدرسة واحدة وتركت لكل السودان الباقي لله در هيئة تدريس مدرسة الشيخ مصطفى الأمين ولطلابها ألف تحية ودعوات صالحات.
ولكن الأمر ليس تحية ودعوات فقط السؤال كيف حدث هذا؟؟؟؟ وما معنى مدرسة نموذجية؟ وهل بالإمكان أن تكون هناك مدارس نموذجية في كل الولايات؟؟
المدرسة النموذجية يتنافس الطلاب على دخولها – والتنافس أمر لازم في التربية – وتختار منهم الحاصلين على أعلى المجاميع. وتختار الوزارة للمدرسة خيرة المدرسين ( يقوم نقابي مزاود يقول المدرسين كلهم كويسين) وبذا تكون أشياء تربوية مهمة قد تحققت أولها الانسجام بين الطلاب وقلة الفروق الفردية والمدرس المؤهل الراغب في مهنته والمجود لها.ولكن مدرسة الشيخ مصطفى الأمين زادت الشعر بيتا إذ قام الواقف أو ناظر الوقف بان بنى مدرسةً بمبانٍ ممتازة والحقها بداخلية للطلاب البعيدين وصرف على كل هذا وفي رواية أن رواتب المدرسين مضاعفة منه ومن الوزارة .
هل قام أبناء الشيخ مصطفى بما عجزت عنه حكومات الولايات؟؟
لن اذهب بعيداً ولكن نرجع إلى تجربة مدرسة خور عمر التي أراد نظام مايو وللصغار نقول حكومة نميري لتكفر عن أخطائها في حق التعليم .قامت مدرسة خور عمر بنفس هذه الفكرة بأن يدخلها أعلى الطلاب درجات ويسكنون داخلية المدرسة.ويقوم المدرسون بكل دور المربي واليوم ملئ بالنشاط الطلابي والتوجيه والارشاد كل ذلك زيادة على الدروس ومراجعتها.وطلابها من جميع السودان.وجاءت الإنقاذ وجعلت من السودان ست وعشرين ولاية وكان عشمنا أن تصبح عندنا مائتان وست وعشرون مدرسة نموذجية على الأقل ولكن يا لبؤس الولايات!! من حيث تدري ولا تدري وضعت التعليم في ذيل قائمة أولوياتها ولم تدر أنها بذلك تحكم على أمتها بالدمار ولكنه كداء الايدز لا يظهر إلا بعد زمن طويل. ها وقد جاء الوقت الذي صار المرض ظاهرا ولا يحتاج طبيبا ليشخصه.إلى متى التعليم في ذيل قائمة أولويات الولايات ؟ لماذا لا يكون في كل محلية مدرسة نموذجية تصرف عليها الولايات كما تصرف على الصحة؟ يا أخي اعتبروها مستشفى وقائي؟ اجمعوا جياد الطلاب في مكان واحد واختاروا لهم جياد (حلوة جياد مش؟)جياد المعلمين والمعينات التعليمية والتربوية ولن يتعثر التعليم طويلاً.
اللهم ارحم الشيخ مصطفى الأمين صاحب هذا الوقف وبارك في ذريته.فقد قاموا بما لم تقم به حكومات.
يونيو 2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق