السبت، 5 ديسمبر 2009

إجابة سؤال الفــاتح النـور

الأستاذ/ أحمد المصطفى إبراهيم
تحية طيبة مباركة من عند الله
بالإشارة لمقالك وسؤالك لأولاد الأستاذ الفاتح النور عن إفادتك كيف نبتت مجلة كردفان بالأبيض؟ لك الشكر أجزله أن طرحت هذا السؤال تذكيراً برائد من رواد الصحافة الميامين ومثابراً من المتطلعين دائماً بحثاً للمعرفة والعلم رغم أني لم أكن من أبناء الفاتح النور ولكن من تلاميذه أعجبت به منذ أن كنت طالبا بالمدرسة الأهلية الوسطي بالأبيض في النصف الأول من أربعينات القرن الماضي ... في ذلك الزمان الجميل حيث الشباب يبحث وينقب في بطون الكتب والمجلات الوافدة والجرائد السيارة والإذاعات العالمية ويستوعبون ما يقرأون ويسمعون ويظهرون كفاءتهم ومقدرتهم في محاضرات في نوادي الأبيض الاجتماعية – نادي الأعمال الحرة ونادي الخريجين – كانت هذه الثلة الخيرة تنقسم إلى قسمين سياسيين حيث لا يوجد في ذلك الزمان بالأبيض غير حزب الأشقاء وحزب الأمة . التنافس بين الحزبين خلق منهم خطباء سياسيين وأدباء في المناسبات الأدبية لا يشق لهم غبار ... كان يجمع هذه المجموعة رابطه أخوية إذا يجتمعون في كل يوم جمعة في منزل أحدهم وكل منهم يعرض ما قرأه في الأسبوع المنصرم يشتد بينهم النقاش وتعم الفائدة... نحن الطلبة كنا نقوم بخدمتهم ونستمع لأرائهم ومناقشاتهم لولا ضيق المساحة لذكرت بعض أسمائهم ... كان الأستاذ الفاتح النور أكثرهم اطلاعاً وعرضاً لما قرأ وكان لا يميل للنقاش السياسي ولكنه فارس الحلبة في المواضيع الدينية واللغوية والدينية.
لم يكن مفاجأة لأحد عندما صرح ذات يوم بأنه سينشئ مجلة كردفان التي صدرت عام 1940م وكما يقولون ولدت بأسنانها لانها منذ الوهلة الأولى وجدت الرئيس المثقف المؤهل أدبيا المتمكن من اللغة العربية وقواعدها هذا ما نهله من الدروس في الجامع الكبير بالأبيض من علماء المعهد العلمي بأم درمان أو العلماء الزائرين من جامعة الأزهر الشريف ودار العلوم بالقاهرة. زيادة علي أن الأقلام التي شاركت في تحرير مجلة كردفان كانت أقلام وأفكار متمكنة من المعلومة الخاصة بالمنطقة زيادة علي الدفع القوي الذي وجدته المجلة من كبار الموظفين والأدباء والشعراء المتخصصين في شتى ضروب العلم. كل هذا جعل من المجلة منارة مضيئة ,زيادة أيضاً على المكتبة الأدبية التي أمدت المجلة بكل صنوف العلم والأدب لاسيما ارشيف الأخبار وغيرها 0
من حب الأستاذ الفاتح للعلم’بعد سنه من إنشائه مجلة كردفان سافر الى لندن وأخذ (كورس) مكثف فى اللغة الانجليزية حتى يواكب ما يصدر من المجلات والإذاعات الأجنبية 0
هكذا ولأن الأستاذ الفاتح النور - رحمة الله عليه- مثابرا ًومنطلقا للعلم في كل زمان ومكان ، وفى السنين الأخيرة من عمره الحافل بنى مسجداً بالأبيض. وعندما كنت سفيراً بالمملكة المغربية في النصف الأخير من ثمانيات القرن الماضي ، زار الأستاذ الفاتح المغرب أكثر من ثلاث مرات.
رحم الله الأستاذ الفاتح النور وأثابه بقدر ما قدم للسودان من خير ومعرفه انه سميع مجيب الدعاء.
المخلص
الشاذلي الريح السنهوري
سفير بالمعاش
4|7 /2007 م

ليست هناك تعليقات: