وقفتُ عند بداية شارع الشهيد عبيد ختم من جهة الكبري، وقفتْ بالقرب مني شاحنة ضخمة تحمل صهريجي غاز لوحاتها أجنبية تعرفت على جهة اللوحة من لونها ولغتها.دولة من جيراننا.نزلتْ من الشاحنة امرأة تقدمت نحوي سألتني: الامتداد وين؟
والسائق (منكفي) على عجلة القيادة لا أدري من التعب أم من الحر فدرجة الحرارة وقتها كما تقول الشاشة الالكترونية التي قبالتي درجة الحرارة40 درجة مئوية وما انخفاض الحرارة إلا من التراب العالق بالجو - بالله عادل الباز مش ليهو حق ما يجي – غيومنا كتاحة والحمد لله.
نعود بعد هذه التخريمة لقصتنا المرأة سالت عن الامتداد وكيف تصل إليه صراحة الشاحنة طويلة جداً واحترت في كيف ستدخل بها على الامتداد.أنقذني شرطي المرور وكأنه أمسك برسن الشاحنة وفتح لها الطريق إلى أن استدارت حول الدوار ووصف لهم كيف يصلوا إلى الامتداد.يا أخوانا ناس المرور والله لو لا الإيصالات كأنهم ممرضات ملائكة رحمة عديل كدة من كثرت عمل الخير الذي يقدمونه للناس.
إلى هنا ما سبب زهوك؟ قد تسألني.
تخيلت حيرة المرأة هذه في المدينة هذه ورجعت بالذاكرة إلى أيام قضيتها في مدينة دبي الساحرة الرشيقة الأنيقة.وكنت أحياناً اسأل بالله أين كذا واحدد والمدينة في عيني الغريب كبيرة. فالخرطوم رغم قولنا فيها فهي في عيني هذه المرأة كدُبي بالنسبة لي.( حكى الطيب صالح أنه عندما رأى الصومال حزن وفرح حزن لحالها وفرح لأن هناك طيشة غيرنا).
وليس كل هذا سبب الزهو وإن كان بعضاً منه.
تخيلوا أن لنا غازاً نصدره لدول الجوار!!!!
من يذكر يوم كان الغاز عند عدد محدود والحصول عليه كالحصول على الأشياء الممنوعة. يا سبحان الله!
اليوم الغاز في القرى و(الكنابي) والمحطات البعيدة والقريبة ويفيض( بالمناسبة اليومين ديل الغاز جاب ليهو شح وحكاية يفيض مش 100 % صحيحة يحلها ربك) ونصدره لجيراننا.
بالله من هم المجرمون الذين شوهوا هذه اللوحات؟لا صفوف بنزين ولا صفوف رغيف وطرقات وكباري وخير لا ينقصه إلا الحمد ورغم ذلك الصورة قاتمة والوضع يصعب الدفاع عنه بسبب قلة لم تر في هذه الدنيا إلا مصالحها الضيقة وافسدوا الحياة ونشروا جرثومة الفساد.
أين الجمكسين؟؟؟؟
يونيو 2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق