السبت، 5 ديسمبر 2009

محمد علي عبد الرحمن (دنيــــــا)

الزمان: سبعينات القرن الماضي.
المكان: نادي كلية التربية بس ( لانو ما في غيرها في ذلك الزمان).
على طول الصالة (بوردات) تعج بالصحف الحائطية (البلاغ) للإخوان المسلمين وأخرى للشيوعيين تلطفاً سموها ( الجبهة الديمقراطية ) إذ الأذن في ذلك الزمان تنفر من كلمة شيوعية نفوراً شديداً (فدلعوها) بالجبهة الديمقراطية مع تفاصيل نتجاوزها لعدم جدواها في هذا الزمان. والشيوعية راحت شمار في مرقة. وصحيفة أخرى عابثة اسمها ثلاثة وستين ونص وكان محرروها يخفون أنفسهم وكانت راصدة لكل الحركة الاجتماعية والسياسية في ذلك الزمان وبشفرات لا تدين كتابها إن عرفوا.من كتابها من هو دبلوماسي كبير الآن في وزارة الخارجية.
تمتاز تلك الصحف بجمال الخط ووضوحه ( يومها كان في السودان كمبيوتران فقط كل منها في حجم مصنع متوسط وبإمكانات متواصعة جداً) الخطاطون من الطلاب تتسابق عليهم الاتجاهات السياسية لاستقطابهم والاستفادة من مواهبهم.
وسط هذه الصحف صحيفة يومية حجمها جوز فلسكاب يقوم بكتابتها وتحريرها طالب واحد والصحيفة في غاية الرشاقة والكل يحرص على قرأتها وهي عبارة عن مقابلة مع شخصية من الطلاب أو الأساتذة وأحيانا قليلة مع طالبة لقلتهن في ذلك الزمان.
ومن ما كتب محررها يوما بعد مقابلة مع واحدة من الطالبات أجرتها معها صحيفة قومية كبيرة أن تلك الطالبة قالت:من شروطها في زوج المستقبل أن يكون جامعياً. وكان تعليق (دنيــــــا) ما هذا الشرط ؟إذا تقدم لك العقاد هل سترفضينه وهو خريج متوسطة.
وقد حُظي كاتب هذه السطور بمقابلة صحفية في (دنيــــــا) وهي عبارة عن أسئلة وآراء عامة ولكن بعض إجابات تلك المقابلة أفقدته كل علاقة مع بنات حواء كلية التربية .ولن يعيد ما قال حتى لا يفقد كل حواء السودان.
بقي أن نقول محرر (دنيــــــا) بهذه الموهبة المبكرة في الصحافة يجب أن يكون في قمة الهرم الصحفي اليوم أو على الأقل من مشاهير الصحفيين.
ولكن لم أر محرر (دنيــــــا) الأستاذ – الآن – محمد علي عبد الرحمن منذ ذلك الوقت إلا في الشاشة يتحدث عن التعليم في سنار وكُتب تحت صورته مدير عام وزارة التربية والتعليم بولاية سنار.
وترك الصحافة لا ادري لماذا؟ وهو الذي صار اسمه (دنيــــــا) بسبب صحيفته.
هل طبيعة العمل في ولاية سنار شغلت هذه الموهبة من المواصلة؟
هل الصحافة لا تنمو الا في العواصم؟؟؟
أفيدونا يا أولاد الفاتح النور كيف نبتت كردفان في الأبيض؟؟؟؟


يونيو 2007 م

ليست هناك تعليقات: