الاثنين، 1 يونيو 2020

يشكو من المستشفيات الخاصة

 

  يشكو من المستشفيات الخاصة

 

 كدت أبدأ هذا العمود بعبارة منتشرة على خلفيات اللواري (الوجع راقد) كمقدمة لرسالة وصلتني من د. هاشم والتي يحكي فيها ما لاقاه في احدى المستشفيات الخاصة وقطعاً آلاف يلاقون ما لاقى د.هاشم ولكنهم لا يعرفون لمن يشكون. وها أنا أستفهم المستشفيات الخاصة مسئولية وزارة الصحة إدارياً فقط أي الترخيص وما خلافه ومطابقة المواصفات وبالمناسبة هل حقاً توجد مواصفات أم علاقات؟ هناك العديد من الأمور بين المريض والمستشفى منها القانوني والمالي والفني هل تراقب كل ذلك وزارة الصحة؟

يقول د. هاشم

 ذهبت الي إحدى المستشفيات الخاصة لإجراء عملية جراحية. قمت بكل ما هو مطلوب مني من رسوم وفحوصات.  قبل العملية بقليل جاء احد الاطباء وطلب مني توقيع إقرار...

  الاقرار فيه التزامات على المريض اما المستشفى فليس هناك ما يلزمه بشيء رفضت التوقيع. فأُلغيت العملية. ومن الذي ألغاها اخصائي التخدير وأحسب أن هذا ليس من اختصاصه. المستشفيات الخاصة هي شركات خاصة، يجب أن تتعامل مع المريض بموجب عقد ملزم للطرفين.

 اما ان يحضر اليك طبيب قبل العملية ويطلب منك توقيع عقد ازعان يرفع عن المستشفى اي ضرر قد يحدث للمريض، وان رفض التوقيع تلغي العملية...  يعني اذا توفي المريض بسبب خطأ طبي نُحمّل المسئولية للمولي عز وجل ونقول يومه تم.

 وبهذا المنطق يمكن لمن ارتكب جريمة قتل عمد ان يبرر فعلته بان يوم القتيل تم.

 باي قانون تتعامل المستشفيات الخاصة؟ هل بقانون الشركات الخاصة ام انها مطلوقه تعمل زي ما عاوزه!؟

 ذكرت أن من ألغي العملية هو اخصائي التخدير وهذا ليس من اختصاصه على ما أعتقد، من يُلغي العملية هو صاحبها او إدارة المستشفى ممثلة في الجراح.

 من التجارب الاليمة مع المستشفيات الخاصة كانت لنا مريضة في احداها بالعناية المكثفة هبطت درجة حرارتها الي ستة وعشرين درجه ولم يحرك احد ساكناً وطلبت شقيقتها وهي طبيبه ان تغطي ببطانية خاصة، ورفض المستشفى بحجة ان البطانية يمكن ان تتلوث، وفارقت المريضة الحياة.

من الاستفهامات:

هذه قصة من عشرات إن لم تكن آلاف المواقف مع المستشفيات الخاصة. الا يحتاج هذا الملف مراجعة خصوصاً أن المستشفيات الخاصة صارت قبلة الفقراء والمحتاجين مع ندرة المستشفيات الحكومية المؤهلة.  

كثيراً ما سمعنا بأن المستشفى الخاص رفض استقبال مريض وربما يكون من الأسباب عدم دفع الرسوم والساعة منتصف الليل أو الأمر جاء فجاءة. ألا يوجد علاج لمثل هذه الحالة في قائمة الإنسانية؟ بحيث يكون علاج الطوارئ مجاناً ولزمن معين قدر الإنقاذ (بسم الله الرحمن الرحيم الكلمة دي ما في غيرها) طيب بقدر تدارك الضرر الذي يبقي المريض حياً. وبعد ذلك يحاسب على الحالة بعدما تبرد طبعاً الأطباء يصنفون حالات الطوارئ لحالة باردة تحتمل التلكؤ وحالة ساخنة لا تحتمل التأخير.

ق ح ت متى ترتب أولوياتها أم مسلسل التمكين مازال مستمراً

صحيفة السوداني مارس 2020

 

ليست هناك تعليقات: