في أنباء (التيار نت) أن البنك الزراعي عقد صفقة الذرة مقابل السماد لتوفير 56% من سماد اليويريا و 44 % من سماد الداب. وذلك في عملية مقايضة شحنات من الذرة مقابل نفس الوزن من الأسمدة وكان ذلك مع عدة شركات ورجال أعمال. وفي الخبر ان بعض الشركات قدمت عروضا بواقع 530 دولارا للطن (في الخبر مكتوب 53 الف دولار للطن وهذا غير مقبول عقلاً) في حين ان مقايضة الذرة بالسماد جعلت سعر الطن 380 دولارا لطن اليوريا. وفي الخبر ان البنك لجأ الى هذه الخطوة لضيق الوقت وبداية العروة الصيفية. واتهم جهات باستهداف البنك الزراعي بالشائعات وعرقلة العروة الصيفية. أ.ه بتصرف.
عدة ملاحظات
أولاً: توفير 54 % من احتياج العروة الصيفية على أي أساس حُسبت بمعدل كم جوال للفدان معلوم ان السودان يستخدم أقل كمية سماد للفدان مقارنا بجيراننا اثيوبيا ومصر ولا داعي لذكر البرازيل إن كان البنك الزراعي الى الآن في محطة جوالين للفدان وحتى هذه ليست متوفرة كاملة فعلى العروة الصيفية السلام.
ثانياً: ضيق الوقت هل يُقبل هذا عذراً؟ أليس للبنك الزراعي تقويم أو رزنامة تخبره بأن العروة الصيفية تبدأ في منتصف مايو من كل عام؟ الأمر لا يحتاج الى تنبؤ.
ثالثاً: متى ستصل الذرة مقابل السماد ومتى يوزع على فروع البنك كم من الزمن يأخذ هذا؟
رابعاً: كيف تسد فجوة 44% من سماد اليوريا ونسبة 54 % من الداب؟ وهي نسبة رسوب عديل في الامتحانات المدرسية.
خامساً: حتى الآن لم أفهم هل سيسلم البنك الشركات ذرة على أن تسلمه سماد؟ وكيف سيكون سعر الذرة بعد ان يخرج من البنك للشركات (بالمناسبة الآن الذرة أغلى من القمح في ولاية الجزيرة). وهل هذا الذرة هو المخزون الاستراتيجي ام فائض من المخزون الاستراتيجي وكيف سيوزن البنك الزراعي الحاجة العامة للذرة؟
سادساً: أين شركة الفاخر التي سلمها وزير المالية ذهب السودان بلا منافسة لتبيعه وتوفر المحروقات والسلع الاستراتيجية وهل يعلم وزير ماليتنا الهمام أن السماد سلعة استراتيجية وأي تفريط فيه سيورث البلاد مجاعة لا قدر الله؟ وسيتضاعف الطلب على الدواء الجوع والمرض متلازمتان.
سابعاً: هذه (الهرجلة) في المدخلات في هذا الوقت مع ما نرى من تحضيرات الري الصفرية لا نتشاءم ولكن اكتملت كل عوامل المجاعة اللهم إلا ان يتداركنا الله برحمته وينزل علينا غيثاً من السماء يسد فجوتي الري والسماد.
بعد كل هذا كيف العلاج؟ ومن يحاسب على هذا التقصير؟ اجتماعات مجلس الوزراء ماذا يناقش فيها إن لم يكن الزراعة؟ هل كلها لجائحة الكورونا؟ والمجاعة أشد فتكاً بالناس من الكورونا.
بالله الذي يقرأ خبر فجوة وتأخر وضآلة كمية السماد إن لم يبكِ هل يحق له ان يغني مع محمد عثمان عبد الرحيم والعطبراوي أنا سوداني.
الثلاثاء، 9 يونيو 2020
السماد والمجاعة و(الفاخر)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق