الثلاثاء، 16 يونيو 2020

الطيب الواعظ عنده واتساب


مدهشات:
    الدهشة الأولى: زيارتنا، ونحن في المرحلة الأولية في ستينات ذلك الزمان، للمعرض الألماني (مكانه التدريب المهني الكائن الآن بشارع المطار) كل ما رأيناه في ذلك اليوم مدهش من قلم الحبر الجاف الذي يضغط من الخلف ويخرج سنة الكتابة، أُهدي لكل منا قلم مكتوب عليه المعرض الألماني. الى مسجل الصوت لأول مرة نسجل أصواتنا ونسمعها.       
الدهشة الثانية: في مطلع سبعينات القرن الماضي ونحن في أول سنين الدراسة بمعهد المعلمين العالي، الذي أصبح كلية التربية فيما بعد، وجلنا من أصقاع السودان المختلفة اللهم الا القليل من أبناء المدن. رأينا الآلة الحاسبة لأول مرة تلك التي جاء بها زميلنا المغفور له بإذن الله علي البكري أبو حراز. لك ان تتصور دهشتنا بتلك الآلة الحاسبة في ذلك الزمان وخصوصا تضريبات الفيزياء وثوابتها الكثيرة.
        الدهشة الثالثة: في مطلع تسعينات القرن الماضي حاضرنا الدكتور محمد الأفندي (محمد ما عبد الوهاب بلاش لخبطة) بمدينة الرياض السعودية عن الانترنت ولك أن تتصور يومها برنامج تشغيل الويندوز هو windows 3.1 كان حديثاً أشبه بالأحلام. يومها قلت في نفسي هذا لأبنائنا ولن يكون لنا فيها نصيب. الحمد لله على تسارع التكنولوجيا ان أدركنا الانترنت والانترانت.
    المدهشات في الحياة كثيرة ولكن دهشة اليوم هو دخول أخي وصديقي وشيخي الطيب الواعظ عالم الواتساب. من هو الطيب؟ ولماذا سُمي بالواعظ؟ هو الطيب محمد عثمان المحاضر بجامعة افريقيا العالمية الآن. شيخ لطيف شيخ تخرج في جامعة الخرطوم ولغة انجليزية وأصبح واعظاً وأحيانا يفتي. غير ان الاسم كان قبل ذلك بكثير. سبب التسمية انه في أول يوم له في داخلية المرحلة المتوسطة وهم في انتظار مشرفهم ليوزع لهم شاي الصباح تأخر المشرف الى ان طلعت الشمس، عندها سأله (الفنطوط) الطيب عن سبب التأخير قال: شالتني نومه. ويردف الطيب: هل صليت الفجر؟ ومتى؟ رد المشرف: قبل قليل. يعني بعد طلوع الشمس. وأفرغ فيه الطيب كل أحاديث الترهيب بخطبة طويلة. بعد ان انتهى من زجر المشرق سأله المشرف: ما اسمك؟ قال: الطيب محمد عثمان. المشرف: لا انت الطيب الواعظ. وسار اسماً الى يومنا هذا وكان الطيب طيباً في كل شيء وواعظاً.
    أمتع المحادثات الهاتفية تكون مع الطيب إما ان تخرج منه بمعلومة او طرفة ولا تنتهي محادثاته إلا بدعاء لطيف لك ولأهل بيتك ومعارفك. اللهم احفظ الطيب الواعظ وكل من يعرف الطيب الواعظ.
    الطيب تمنّع من استخدام الواتساب زمنا طويلاً شأنه شأن ابن خالتي د. صديق مضوي رغم ذكائه المتقد وكتاباته العميقة وبحوثه إلا انه كان بعيداً عن الواتساب وأخيراً أدمنه وصار من المستهلكين الأوائل للحزم الأنترنيت البائسة.
بدخول الطيب وصديق الواتساب تبلغ المدهشات قمتها. أهلاً بكما في عالم السوشيال ميديا.

ليست هناك تعليقات: