عجورٌ في قسمِ الشرطة
دخلت الى قسم الشرطة لغرض بسيط وجدت عدد من الناس امامي، منهم الأخ بشير سلم سلاماً حاراً، رغم الكورونا، لاحظت ان عدداً من العجورات على طاولة الشرطي مختلفة الاحجام والألوان. أخذت الامر ببساطة ربما هدية ربما معروضات الأمر ليس ذو بال عجورات على طاولة الشرطي شنو يعني؟
غير ان المفاجأة كانت عندما مد بشير يده وقال هذا عجوري سيموت عطشاً وهذا اللون الأبيض هو مؤشر العطش. قلت في نفسي ما علاقة الشرطة بعطش الزرع عجوراً كان ام بطيخاً؟ وجاءت الإجابة بشير عايز تصديق جازولين علشان زراعته ما تموت ويخسر هو خسائر فادحة ويفقد المستهلك منتجاً يساعد في رخاء السوق.
عند الازمات تتشابك الأمور ومسألة الا تجد الوقود الا بتصديق من جهة حكومية تحتها عشرة خطوط وعشرات الاثار السالبة. من أين نبدأ عندما تصبح الزراعة على تعقيدها وكثرة مدخلاتها تحتاج في عنصرها الأساسي الري او الماء قلم سلطة ستصبح طاردة ، والذين يقبلون بهذا التعقيد الذي يبدا من التصديق وينتهي الى السوق الأسود سيجعلهم يضاعفون الأسعار ويجعلونها غالية وليست في متناول الجميع وعندما يقل الغذاء يكثر المرض وعندما يكثر المرض نحتاج الدواء والدواء محلي ( تسبب في إيقافه وزير الصحة بقرار غير مدروس) ومستورد يريد عملة اجنبية دولار او يورو وكلاهما (لحسة كوع ما بخليها للزول داك هذا مثل سوداني) واذا ما عجز البنك المركزي عن توفير العملات للدواء سيشترونه من السوق الأسود ويضعونه على المنتج ويتحمله المستهلك الذي هو المريض.
ليس هذا فقط ندرة الوقود للسقاية ستتبعها ندرة الوقود للترحيل وسيضاعف المُرحِل نولونه بحجة انه اشترى الجازولين من السوق الأسود وأيضا سيضع ذلك على السلعة وسلعتنا اليوم المنتجات الزراعية.
ليتني هندي.
الزراعة في الهند مقدسة بنص الدستور ولها الأولوية في كل شيء ولا يوقفها أحد من المنبع الى المصب.
حتى يصبح الزمن عنصر انتاج محسوب القيمة انظروا كم من الوقت يضيع مع ندرة الوقود وخصوصا الجازولين والغاز. الشاي الذي يمكن ان ينجز في دقيقتين بالغاز يحتاج الى عشرة اضعاف هذا الزمن اذا ما وضع على الفحم والفحم هذا من غاباتنا وناس الغابات تقطع شريانهم ولا تقطع شجرتهم ترى كيف هم اليوم (على طريقة ناس التلفزيون التحية لعمك كامل شوقي أبو الغابات ود. عبد العظيم ميرغني ابن الغابات فهذان الرجلان وهبا عمريهما للغابات ترى كيف هما اليوم بعد الانتكاسة في الرجوع الى افحم الذي بلغ سعر جواله محليا الفا جنيه تقريباً).
كيف تدحرجت قطع الدومينو في كل الحياة بسبب ندرة الوقود او المحروقات او المشتقات البترولية. الله يجازي الكان السبب.
آثار هذه الندرة، مجازاً، بل هي أزمة بحق وحقيقة. انعكست على الحياة الاقتصادية والاجتماعية ودهورت من الاخلاق التي هي صلاً في قاع السلم وزادت طينة الفساد بلة.
اعرفت لما اشتعلت الأسواق وصارت لا تطاق وكل ذلك يمكن تداركه بقليل من الجهد.
هل نحن امةٌ فاسدة أم امةٌ مُفسَّدة؟
السوداني مايو 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق