الثلاثاء، 2 يونيو 2020

العِدّة (الاواني المنزلية)


العِدّة (الاواني المنزلية)

 

       من الثغرات الاقتصادية في حياتنا والتي لم تجد نصيبها من البحث أو النقاش المفتوح، على حد علمي، مسالة الاواني المنزلية والتي تسمى بالدراجة العِدّة. وهي هوس نسائي بامتياز. تقريباً كل النساء على مختلف طبقاتهن مهوسات باغتناء الاواني المنزلية التي أكثر من الحاجة بغرض التباهي في عرضها وليس استخدامها.

      معلوم أن الاواني المنزلية أنواع من حيث مواد صناعتها منها الزجاجي والمعدني واللدائن   (طلس، الالمنيوم،  صيني، ملامين ،كريستال وربما ورق) ومن حيث احجامها واستخداماتها إذا أخذنا مثالاً للقدر والذي يسمى في عاميتنا (حَلّة) والتي تبدأ بقدر سعة نصف لتر الى قدر يسع البعير في داخله، إن لم يكن في السودان مثله ففي دول الخليج.

  أواني معظم منازل الطبقة الوسطى هي للزينة والعرض أكثر منها للاستعمال وعلى كل قارئ أن يلاحظ نسبة المستعمل من هذه الاواني مقارناً بعددها الكلي في المنزل. وأن يحسب انسياب وزيادة هذه الاواني المنزلية في كل مناسبة وبمبالغ صغرت او كبرت هي أموال مجمدة وانهاك للاقتصاد الكلي الخاص والعام. إذ معظم هذه الاواني مستورد وليس من صناعات محلية الا بعض اواني الالمنيوم والبلاستيك ولا ادري ولم اسمع بمصنع اواني زجاجية سوداني. معظم الذي امامنا مستورد، الكريستال كان يأتي من فرنسا والان معظم الاواني الزجاجية من الصين ومصر ومشهورة رداءة الصناعتين او الذي يستورد منها الرديء وكل يوم تخسر الاسر العديد من الكاسات لرداءة صنعها.

   كأن بربات البيوت فرضن أن لا يناقش الرجال هذا البند وليس من حقهم الخوض فيما لا يعلمون. إذا ما تجرأت وسالت متى آخر مرة استخدمتِ هذا الاناء او هذا المجموعة من الكاسات أو الصحون؟ تأتيك الإجابة يا راجل ما تمشي تشوق شغلتك ما لك ومال أمور النسوان؟

      برامج الكمبيوتر والموبايل فيها من التطبيقات ما ينبهك متى استعمل التطبيق وأحيانا يعرض عليك: لم تستخدم هذه التطبيقات منذ أكثر من ثلاثة أشهر ما رأيك في ازالتها؟ إذا ما وجدنا تطبيقا للأواني المنزلية ومتى آخر مرة استخدمت وسأل البرنامج السؤال ما رأيك في ازالتها ولو أجبنا بنعم لامتلأت مكبات القمامة بملايين الدولارات التي ضاعت في هذا البند.

طبعاً ليس هناك بيع للأواني المستخدمة كما السيارات ويحدث إحلال وابدال الأمر هنا تراكمي كلما ظهر شكل ارادت النساء اقتناؤه دون التخلص من القديم وبذا الخسارة كبيرة جداً على المستوى الخاص والمستوى العام وهذا ما لا يظهر في الميزانية العامة (الذي لا يظهر في الميزانية العامة كثير يا شاطر).

    الجديد في الأمر أن نساء كل حي يتفقن فيما بينهن لشراء عدة ضخمة لها احجام كبيرة ومواصفات خاصة للمناسبات افراح واتراح. بذا صار لكل ربة منزل بندين للأواني المنزلية الاواني الخاصة والاواني المشتركة والله المستعان.

أعلاه من هموم الطبقة الوسطى الفوق ما عندنا خبر عاملين كيف.

السوداني مايو 2020

ليست هناك تعليقات: