الاثنين، 1 يونيو 2020

الوقت الضائع

 

الوقت الضائع

 

لا أعرف على وجه الدقة كيف يحسب الزمن الضائع في لعبة كرة القدم والذي يعوض بزمن إضافي بعد نهاية المباراة في قدسية لهذه اللعبة لا أدرى من اين استمدتها.

أي مصنع او مؤسسة إنتاجية تعلم معنى الوقت وقيمة الزمن وتضرب ساعات الإنتاج فيما تنتجه في الساعة وتسمى المحصلة الطاقة الإنتاجية. وأي نقصان في عدد الساعات أو مدخلات المادة المنتجة لأي ظرف يسمى فقدان أو خسارة يحسب لها ألف حساب وتبنى عليها عدة ملاحظات وإذا ما استمرت ساعات الوقت الضائع وتكاثرت ربما يتوقف العمل في المصنع لأن العمال والموظفين (بدأنا بالعمال مش كويس؟) لا يمكن ان يعملوا بدون أجر ولا أجر لهم الا مما ينتجون. ترى كم مصنعاً توقف من نقص الوقود؟ كم مصنعاً توقف من انقطاع الكهرباء. أما الزراعة لا سمح الله توقفها يعني موتها والخسارة دائماً كبيرة.

ترى كم من الأيام توقفت وسائل النقل وكم على ظهورها من مدخلات الإنتاج واشياء تتوقف عليها أشياء أخرى فمسلسل الانهيار كلعبة الدومينو كل قطعة تؤثر في الأخرى، ضياع وقت الشاحنة سيزيد تكلفة الترحيل وتكلفة الترحيل مع عوامل أخرى(جشع التجار اولها) تزيد الأسعار.

كم من الوقت يقف الناس في الصفوف؟ صفوف الوقود والخبز الساعات الطوال تضيع من اعمار الناس بلا مقابل وتقلل الإنتاج وتوقف حركة الاسواق لا نريد ان نعرج على الحياة الصحية وماذا يفعل نقص الوقود او انقطاع الكهرباء في المرضى (التميز للطوارئ مثالاً).

هل هناك من يحسب الزمن الضائع على الإنتاج الكلي وما هي عناصر الإنتاج الكلي؟

وتأتي الكورونا وتزيد الحياة خمولاً (اللهم ارفع البلاء والغلاء) كم من ساعات العمل التي ستفتقدها الدولة في جميع مناحي الحياة كم مقدار الخسارة التي ستلحقها الكورونا بالاقتصاد السوداني. بالمناسبة هل تملك جهة حكومية معرفة الطالع والنازل في يوم الدولة من تجارة وخدمات وتعرف ما نتيجة تقليص ساعات العمل الحكومي ساعة او زيادتها ساعة وللأ كله واحد زادت نقصت ما مشكلة. وليس المؤسسات الحكومية القطاع الخاص هل يعرف قيمة الوقت وكم يربح في ساعة الإنتاج وكم يخسر من ساعة التوقف.

البدائية ليست في السلوك البشري فقط وليست في عبثية المباني ولا انتشار القمامة في الشوارع ولا (الفتة في الدرداقة).

ارى قمة البدائية عدم الإحصاء والتعامل بالتقدير والتقريب والاكثار من كلمات مثل: تقريباً ، وحوالي، وممكن ونجرب). ما لم تكن هناك إجابة بالأرقام لكل سؤال اقتصادي لن تتحرك هذه الدولة يجب أن يكون وزير الطاقة قبل وزير التجارة يعلم كم خسارة الدولة من تأخر الوقود ساعة أو انقطاع الكهرباء يوماً (بالله ممكن تقطع الكهرباء يوماً كاملاً عندكم!).

اتحدى أي مسئول يجيب على هذه الأسئلة بالقطع التام . كم عدد السكان الآن؟ كم عدد الماشية؟ كم عدد الخريجين؟ كم عدد العاطلين؟ 

الوقت ثروة.

السوداني مارس 2020

ليست هناك تعليقات: