الثلاثاء، 2 يونيو 2020

ايها السادة توفي....

 

 

ايها السادة توفي....

 

      منذ عشرات السنين وإذاعة أم درمان أطال الله عمرها، وعند الساعة الثامنة من كل مساء تتحف المستمع بأخبار محلية في نشرة عرفت عند العامة بنشرة الاموات . بعد ان يوشك المذيع على نهاية النشرة , تجده غير من صوته وبصوت مختلف يقول : ايها السادة توفي فلان الفلاني من مكان كذا قرية كان او مدينة ووالد كل من ويعدد الابناء ووظائفهم واماكن تواجدهم وربما ذكر الاخوان والاعمام او الاخوال وأحيانا عندما لا يكون في القائمة مشاهير او مهمين يملأ الفراغ: والفقيد قريب كل من فلان وفلان. والملاحظ انه لا مكان للنساء في هذه القوائم مهما بلغت شهرتهن او مكانتهن فهي دائما حكرا على الرجال. وما أكثر ذكر الارامل في هذه النشرات أرملة فلان مما يجعل شعورا بأن الزوج غالبا ما يموت قبل الزوجة. وعندما تكون الوفاة في المدن يلحق الخبر بزمان ومكان الدفن وسيشيع الى مقابر كذا في الساعة كذا.

وبمرور الزمن وتطور الحياة بدأت هذه الاخبار تحوى هذه الاضافات توفي بلندن او الاردن او القاهرة فلان بن فلان وسيصل الجثمان الساعة بالطائرة كذا ويذكر اسم الخطوط والفقيد والد الدكتور  فلان بأبو طبي و المهندس فلان بالسعودية والمستشار فلان بالامارات.

وطبعا هناك نشر فوق العادة يبدأ ( تحتسب رئاسة الجمهورية عند المولى عز وجل ......) هذا عندما يكون المتوفى من السياسيين أو الشخصيات العامة جداً. أو يحتسب السيد وزير الثقافة والاعلام عند الله تعالى ...... عندما يكون للمتوفى صلة بهذه الوزارة مذيع او فنان او ممثل او أي من المبدعين.

ماذا تريد ان تقول؟ دوختنا

يبدو لي والله أعلم لا يشاركنا في هذه العادة الا الاعلام الكويتي والذي يذيع في نهاية كل نشرة اخبار وليس الثامنة فقط خبرا مثل اخبارنا ويزيد عليه عن عمر ناهز كذا ويذكر عمر المتوفي. حتى يقل الحزن عليه او يزيد في تناسب عكسي. وغالبا ما يكون متوفي نشرة الكويت واحداً فقط وذلك لقلة سكان الكويت مقارنا بسكان السودان والسبب الآخر ان هذا الخبر ليس حكرا على نشرة واحدة بل في كل النشرات.

طيب أها وتاني:

سؤال في ظل ثورة الاتصالات هذه والهاتف المحمول سوداني او زين او mtn  هل منكم من علم بوفاة قريب منذ عشر سنوات من نشرة الثامنة؟؟؟ اشك لأن الخبر يصل عبر الهاتف بأسرع ما يكون وفي لحظة الوفاة وربما تحضر التشييع ان كان المكان قريباً.

وسؤال لقسم الأخبار بالإذاعة هل مازال هذا القسم يتشدد في مصدر الخبر حيث كان هناك من يكيدون لبعضهم بنشر خبر وفاة كاذب يسبب كثيرا من الحرج لآخرين.لذا كانت تحرص الاذاعة على مصدر الخبر واثبات شخصيته.

السؤال للإذاعة والمجتمع متى ينتهي هذا النشر الذي لا معنى له؟ والذي فقد أهميته التي كان يؤديها في السابق مشكوراً. اللهم الا اذا ادرج في قائمة القشرة والبوبار بمكانة اولاد واقرباء المتوفى ومكان وفاته.

 

 السوداني ابريل 2020

ليست هناك تعليقات: